يبدو أن فريق حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، لم ينجح في ضمان التفاهم الجماعي مع تيار القيادي الاستقلالي حمدي ولد الرشيد الذي تزعم حرب الإطاحة بالأمين العام تمهيدا لانعقاد المؤتمر القادم لحزب علال الفاسي. وعلى الرغم من إعلان كل من عبد الله البقالي، وعادل بنحمزة، وعبد القادر الكيحل، أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، عن حسن نيتهم، بعدم دعمهم لترشح حميد شباط الأمين العام الحالي للحزب لولاية ثانية خلال المؤتمر المقبل، من خلال بيان استصدروه فجأة في الموقع التابع للحزب، إلا أن هذا لم يشفع لهم لكسب الثقة الكاملة للقيادة المقبلة للحزب.
لكن في المقابل، استطاع عبد القادر الكيحل، الظفر ولو جزئيا بثقة ولد الرشيد حيث كشفت مصادر استقلالية مقربة من ولد الرشيد، أن هذا الأخير يتجه للتنازل بقبول الكيحل ضمن مربعه لاعتبارات عدة، أهمها أن عبد القادر الكيحل يعتبر "العلبة السوداء" لشباط، ولا يمكن التفريط به بسهولة، في الوقت الذي أشهر فيه ولد الرشيد الورقة الحمراء في وجه عبد الله البقالي و عادل بنحمزة.
ويعرف حزب الاستقلال، توترا وصراعا داخليا، بين تيارات الحزب المتطاحنة، وما يسمى بالتيار الثالث الذي يبحث عن البقاء وتحسين الشروط التفاوضية التي تقوي تمثيليته في الأجهزة التقريرية للحزب من أجل حماية شباط بعد مغادرته الحزب، فضلا عن أنه تعبير عن الصراع حول السلطة والنفوذ.