Getty Images يبدو أن ثلاثة ممن شغلوا مناصب قيادية في حكومة الولاياتالمتحدة قد أساؤوا التعامل مع وثائق مصنفة على أنها سرية. هؤلاء الثلاثة هم: دونالد ترامب وجو بايدن ومايك بنس. ولكن، ما الفارق بين الحالات الثلاث؟ تبدو حال ترامب هي الأسوأ؛ فهو يواجه سبع تُهم تتعلق بوثائق تم العثور عليها في منزله بفلوريدا. وكان مساعدون ل جو بايدن قد عثروا على وثائق مصنّفة على أنها سرية في أثناء قيامهم بنقل صناديق من مكاتب مركز الأبحاث التابع للرئيس الأمريكي في واشنطن، وذلك قبل أن يتم العثور على دفعة أخرى من الوثائق في مرأب منزله بولاية ديلاوير. كما صنع نائب الرئيس السابق مايك بنس عناوين الأخبار بعد العثور على وثائق غير مؤمّنة في منزله بولاية إنديانا. وفيما يلي نعقد مقارنة بين الحالات الثلاث: من يرأس التحقيقات؟ ينظر محقق خاص في قضية كل من المسؤولين السابق ذكرهم، للوقوف على ما ارتكبوا من أخطاء. وبموجب قانون السجلات الرئاسية، من المفترض أن تذهب سِجلات البيت الأبيض إلى الأرشيف الوطني بمجرد انتهاء فترة الرئيس، وتتطلب التشريعات تخزين هذه الملفات بشكل آمن. وأعدّ جاك سميث، المدعي العام السابق لجرائم الحرب، لائحة اتهام ضد الرئيس سابق ترامب، الذي يواجه سبع تُهم بينها إساءة التعامل مع وثائق مصنّفة على أنها سرية فضلا عن عرقلة سير العدالة. فيما ينظر روبرت هور، المدعي العام الذي عيّنه ترامب، في قضية بايدن، التي لا تزال قائمة. أما في قضية مايك بنس، فإن وزارة العدل الأمريكية تباشر التحقيق في سبب التعامل غير الملائم مع الوثائق. وأُخبر بنس الأسبوع الماضي أنه لا نية لتوجيه اتهامات. * وثائق جو بايدن: محققو وزارة العدل يعثرون على 6 مستندات سرية في منزل الرئيس الأمريكي * مذكرة تفتيش ترامب: مكتب التحقيقات الفيدرالي أخذ وثائق سرية للغاية من مقر إقامة الرئيس الأمريكي السابق * مايك بنس: العثور على وثائق سرية في منزل نائب الرئيس الأمريكي السابق ما هي الوثائق المفقودة التي تم العثور عليها؟ وفقاً لتقارير إخبارية، عثر محامو بايدن الشخصيون على 10 وثائق سرية، بعضها يحمل علامة سري للغاية، مُدرجة في صندوق مع مواد أخرى في خزانة بمركز بايدن للدبلوماسية والمشاركة العالمية بجامعة بنسلفانيا. وعثر على "عدد صغير" من الوثائق السرية في اكتشاف ثان داخل مرأب الرئيس بمنزله في ديلاوير. في المقابل، عُثر على أكثر من 325 ملفاً سرياً، بينها ما هو سري للغاية، على مدار العام الماضي في منتجع ترامب مار-إيه-لاغو بفلوريدا. وصنّفت الوثائق التي اكتشفت في مكتب بايدن على أنها "معلومات حساسة وسرية"، وفقا لشبكة سي إن إن، مما يشير إلى أن المواد قد تتضمن معلومات عن أساليب ومصادر جمع المعلومات الاستخبارية. وبحسب ما ورد، تضمنت الوثائق معلومات عن أوكرانيا وإيران وبريطانيا. ومن ال 300 وثيقة التي اكتشفت في منتجع ترامب، صُنفت واحدة على أنها "معلومات حساسة وسرية". فيما قال محامو مايك بنس إن "عددا صغيرا" من الوثائق المصنفة على أنها سرية تم العثور عليه في منزله بإنديانا في يناير/كانون الثاني، قبل أن يُجري وكلاء مكتب التحقيق الفيدرالي إف بي آي، بحثاً ليعثروا على وثائق رسمية جديدة بينها وثيقة تحمل علامة السرية. أصول التحقيقات اكتشف محامو بايدن الشخصيون الوثائق السرية في أثناء مغادرتهم مكاتب مركز بايدن في واشنطن في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني. وفي صباح اليوم التالي، سلّموا المواد إلى الأرشيف الوطني. وعُثر على المجموعة الثانية في 20 نوفمبر/تشرين الثاني كجزء من تفتيش لجميع ممتلكات بايدن من قِبل محاميّيه. ووقعت فجوة دامت شهرين بين اكتشاف بايدن الأول، قبل أيام من انتخابات التجديد النصفي، والأخبار التي لم يعلن عنها إلا في يناير/كانون الثاني، ما أثار أسئلة محرجة للرئيس حول الشفافية. BBC وقد عثر محامو مايك بنس في منزله على الوثائق السرية، ما دشّن عملية البحث كإجراء احترازي بعد الوقوف على قضية بايدن. وفي قضية ترامب، بدأ الأرشيف الوطني الاتصال بمكتبه بعد التأكد من أنه لا يمتلك بعض السجلات البارزة من فترة رئاسته، مثل المراسلات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وقدّم فريق الرئيس السابق بعض المواد للحكومة، بما في ذلك الوثائق السرية، لكن أمناء المحفوظات لم يجدوا أن فريق الرئيس كان متعاوناً بشكل كامل. وأدى ذلك إلى تدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي وصل إلى مداهمة ملكية مار-أيه-لاغو في أغسطس/آب، واكتشاف أكثر من 100 وثيقة إضافية. كيف جاء رد الثلاثة؟ في الأيام التي أعقبت مداهمة مار- أيه-لاغو، اتهم ترامب مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل بمتابعة تحقيق بدوافع سياسية في محاولة لمنعه من الترشح للبيت الأبيض مرة أخرى. من جانبه، قال بايدن إن طريقة تعامل ترامب كانت "غير مسؤولة على الإطلاق". والآن، بعد أن تم اتهام الرئيس بايدن نفسه بإساءة التعامل مع المعلومات السرية، سرعان ما بدأ ترامب الهجوم، قائلا عبر موقع التواصل الاجتماعي الخاص به: "متى سيقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بمداهمة العديد من منازل جو بايدن، وربما حتى البيت الأبيض؟" وقال بايدن إنه "فوجئ" بوجود وثائق حساسة في مكتبه السابق وأنه يتعاون بشكل كامل مع التحقيق. وبعد الاكتشاف الثاني بدا بايدن دفاعياً تحت الاستجواب؛ وعندما سأله أحد المراسلين عن سبب الاحتفاظ بوثائق سرية إلى جانب سيارته الثمينة، أجاب بايدن "سيارتي كورفيت في مرأب مغلق. حسناً؟ لذا فليس الأمر كما لو أن الوثائق كانت في الشارع". وأضاف: "الناس يعرفون أنني آخذ الوثائق السرية والمواد السرية على محمل الجد. كما قلت إننا نتعاون بشكل كامل مع مراجعة وزارة العدل". ويصرّ مايك بنس على أن الوثائق انتهت إلى منزله "عن غير قصد"، لكنه مع ذلك يعلن عن تحمّله المسؤولية كاملة عن هذا الخطأ.