تستعد المملكة العربية السعودية، الأسبوع المقبل، لاستضافة القمة العربية ال 32، وسط تحديات وتطلعات لتحقيق نتائج مهمة على مستويات عدة، في ضوء التصعيد الذي تعرفه القضية الفلسطينية إلى جانب الأزمة في السودان واستمرار انسداد الأفق في الأزمة الليبية وكذلك ملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية. ومع اقتراب موعد كل قمة عربية ، تطفو على السطح من جديد مسألة حضور الملك محمد السادس في القمم العربية، حيث يعود إلى الأذهان الموقف المغربي من القمم، بعدما اعتاد العاهل المغربي على عدم الحضور منذ عام 2005، حيث غالباً ما يُمثله رئيس الحكومة أو وزير الخارجية الذي مثل المغرب في قمة الجزائر.
وفي هذا الصدد، قال حسن أوريد الكاتب والمفكر إنه من المعول أن يحضر المغرب في ماي الجاري إلى القمة العربية في جدة، بثقله بالنظر لوزن المملكة العربية السعودية وللعلاقات المتميزة بل الاستراتيجية بين المملكة المغربية والسعودية.
وأضاف أوريد، في تغريدات على "تويتر"، بعنوان "جعجعة من غير طحن"، أنه "كان للمغرب دوما سياسة عربية مقدامة، وتجلت فى محطات أساسية كانت مناسبة لتنقية الأجواء، على الساحة العربية، أو تبني تصورات جوهرية استراتيجية. فقد احتضنت مدينة الرباط مؤتمرا في سنة 1974، في إطار قمم الجامعة العربية عقب حرب أكتوبر في سنة 1973، وهي القمة التي كرّست منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأنهت من ثمة الخلاف ما بين المملكة الأردنية الهاشمية ومنظمة التحرير، الشيء الذي هيأ للزعيم ياسر عرفات أن يلقي خطابه الشهير في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة 1974، وكان أشهر ما جاء فيه: "جئت إليكم وأنا أحمل غصن زيتون في يدي، وفي اليد الأخرى أحمل بندقية الثائر، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي، لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي".
ولفت الكاتب المغربي، أن "المغرب تبنى مخطط قمة فاس، في سنة 1982 الذي شكل الأرضية الأولى لاختراق في ملف النزاع العربي الإسرائيلي، وانعقدت قمة الدارالبيضاء في التي كرست عودة مصر إلى جامعة الدول العربية. اهتز العالم العربي مع أزمة الخليج، إثر اجتياح العراق للكويت في غشت سنة 1990، حيث كان المغرب أول دولة تُدين فعل القوة، في مجلس وزراء برئاسة الراحل الحسن الثاني هذا للتذكير بثوابت السياسة العربية للمملكة تغير العالم العربي، وتغيرت الأولويات والأسلوب. جعجعة مع غير طِحْن 1️⃣ كان للمغرب دوما سياسة عربية مقدامة، وتجلت فى محطات أساسية كانت مناسبة لتنقية الأجواء، على الساحة العربية، أو تبني تصورات جوهرية استراتيجية. — Hassan Aourid (@aouridh) May 14, 2023 وأوضح أوريد "أنه ينبغي ها هنا التذكير، أنه فى ظل السياق الجديد الذي أعقب 11 شتنبر 2001، حرص المغرب على أعلى مستوى الحضور في القمة العربية التي انعقدت بالعاصمة اللبنانية بيروت في مارس 2002، التي کرست ما عُرف بالمبادرة العربية، وقدمتها المملكة العربية السعودية، من أجل حل الدولتين، مضيفا أنه "في ظل التحولات العالمية الكبرى والإقليمية كذلك، ينظر المراقبون إلى القمة العربية في العاصمة السعودية الرياض المقرر انعقادها في ماي الجاري، باهتمام بالغ، ويرون فيها قمة غير القمم التي انعقدت في السنين السالفة، والتي كانت أغلبها جعجعة من غير طحن والمُعوّل أن يحضر المغرب بثقله في هذه القمة بالنظر للسياق الدولي المتحول، وبالنظر لوزن السعودية، وللعلاقات المتميزة، بل الاستراتيجية بين المملكة المغربية والمملكة السعودية.
وأكد حسن أوريد "لقد أبان المغرب عن حصافة في تغيير شركائه، ولذلك حضور المملكة النوعي في قمة الرياض لن يكون إلا تكريسا للرؤية الاستراتيجية التي انتهجتها الرباط منذ عقدين في خضم التغييرالذي يعرفه العالم، وينعكس على العالم العربي، ينبغي تبني مقاربة واقعية، أو فلنقل برغماتية حيال الملف السوري.
وأشار إلى أنه "لا يمكن أن نبقى حبيسي الرؤية الرومانسية لمقاربة "أصدقاء سوريا"، وينبغي أن نضع نصب أعيننا الوشائج التي تربطنا بالشعب السوري، فدماء جنودنا البواسل سالت في هضبة الجولان، وهو موثق يربطنا بالشعب السوري، بغض النظر عن التحولات التي تعرفها السياسة، داخليا، وعلى مستوى العلاقات الدولية العمق الإفريقى للمغرب لا يتنافى والبعد العربي للمغرب. وينبغي أن نستثمر في هذا البعد ليس لاعتبارات رومانسية، ولكن لأن ذلك يخدم مصالحنا الاستراتيجية، ومنها وحدتنا الترابية.