بعد ثلاث قمم في حوالي 30 سنة كان مقررا أن تحتضن ملابو عاصمة غينيا الاستوائية رابع قمة عربية إفريقية يومى 23 و24 نونبر 2016 على أن تقام القمة الخامسة في المملكة العربية السعودية لكن يبدو أن إشراك دولة لا وجود لها إلا في أوراق بعض دول الاتحاد الإفريقي قد يعصف بهذه القمة وربما بالقمة القادمة في السعودية. فبعد الانتهاء من ترتيبات التحضير للقمة احتج المغرب على مشاركة "جبهة البوليساريو" وأعلن انسحابه من القمة ، لتعلن عدة دول خليجية تضامنها مع المغرب فقد عبر السيد أحمد بن عبد العزيز قطان، سفير السعودية لدى مصر والجامعة العربية عن موقف بلاده عندما قال خلال المجلس الوزاري، إن السعودية تساند المغرب في انسحابها من القمة، وكل ما يمس سيادة الدولة المغربية ترفضه السعودية.. مقترحا رفع علم "البوليساريو" من على طاولة الدول المشاركة، حتى يتم التوافق على حل لمواصلة الاجتماعات، مؤكدا أن غينيا الاستوائية "لم تقدم دعوة للبوليساريو". وعلى نفس النهج سارت دولت الإمارات العربية المتحدة التي أعلن وزيرها ثاني بن أحمد الزيودي ضم صوته للمملكتين، وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه مملكة البحرين في شخص وزير خارجيتها. الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة قبل أن يكتب في تغريدة له على حسابه في تويتير (المغرب والبحرين والسعودية والإمارات ودول أخرى، تنسحب من القمة العربية الإفريقية تضامنا مع المغرب لإصرار القائمين على دعوة بوليساريو) ، مضيفا أن (المملكة المغربية تاريخها ناصع في مساندة الدول الإفريقية وقت الحاجة... و لن ترقى حركة انفصالية فاشلة إلى مقامها العزيز وموقفها الشهم الكريم). جاءت هذه التطورات في الوقت الذي يجري فيه العاهل المغربي جولة مكوكية في دول بغرب ، شرق وجنوب القارة الإفريقية ، وعقد اتفاقات إستراتيجية مع تلك البلدان لكسب مزيد من التأييد لصالح قضية المغرب الأولى... هذا ويذكر أن المغرب تقدم بطلب العودة إلى مقعده بالاتحاد الإفريقي - الذي انسحب منه سنة 1984 بعدما حصلت البوليساريو على عضوية منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1982- على أن يحسم الاتحاد الإفريقي في مسألة عودة المعرب خلال القمة المزمع انعفادها شهر يناير 2017 ... وقبل قمة غينبا الاستوائية المجهضة انعقدت ثلاث قمم عربية أفريقية: - الأولى احتضنتها القاهرة سنة 1977 وأثمرت أعلانا ضم 13 بندا تنص على التعاون العربي الإفريقي في المجالات السياسية ، الاقتصادية والمالية ، التربوية العلمية ، الاجتماعية والفنية ، والسعي إلى تنمية العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف على أسس التعاون الاستراتيجي الطويل الأمد ، ومساندة حركات التحرر في العالم ودعم نضال شعوب فلسطين وزيمبابوى وجنوب أفريقيا والساحل الفرنسى من الصومال وجزر القمر لنيل حريتها واستقلالها. - الثانية احتضنتها ليبيا بعد 23 عاما لم تنعقد القمة العربية الأفريقية، جاءت القمة الثانية فى عام 2010، فى مدينة سرت ، وأكدت على ما جاء فى قمة القاهرة من دعوة لتعزيز واستمرار التعاون القائم بين الدول العربية والأفريقية. ، وضرورة تكثيف الجهود من أجل تأسيس شراكة عربية أفريقية خاصة فى ظروف العولمة التى تمر بها بلدان العالم، و أجازت القمة وثيقة الشراكة الإستراتيجية وخطة عمل للتعاون العربى الأفريقى للفترة 2011-2016. - القمة الثالثة جاءت بعد 3 سنوات التأم فيها العرب والأفارقة بالكويت فى نوفمبر عام 2013 تحت شعار( شركاء فى التنمية والاستثمار) وصدر عن القمة إعلان يحوي 31 بندا، تكرز على التعاون بين البلدان الأفريقية والعربية وتوثيق العلاقات بين حكومات وشعوب المنطقتين، من خلال تكثيف الزيارات والمشاورات على جميع المستويات، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والقنصلية بين البلدان الأفريقية والعربية، ودعوة جميع الأطراف المعنية إلى إيجاد تسويات سلمية للأزمات السياسية فى المنطقتين. وكان مقررا أن تعقد القمة العربية الأفريقية الرابعة ، فى غينيا الاستوائية، يومى 23 و24 نوفمبر الجارى ( 2016 ) لكن التطورات الأخير وضعت مستقبل هذه القمم قي كف عفريت خاصة بعد انسحاب المملكة العربية السعودية التي كان مقررا أن تحتضن القمة الخامسة ...