تعيش مخيمات على وقع الاحتجاجات والمظاهرات ضد الاحتقان الاجتماعي وطريقة توزيع المساعدات الغذائية على المواطنين. وتمارس قيادة البوليساريو قمعا كبيرا لاحكام قبضتها على الوضع، ومنع الاحتجاجات من الاتساع أكثر ومحاولة محاصرتها، في الوقت الذي يواصل المحتجون التنديد بالممارسات التي ترتكبها القيادة في حق معارضيها. وفي هذا الصدد، قال محمد سالم فتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن "الاحتجاجات التي تشهدها مخيمات تندوف ترتبط بالوضع الاجتماعي المتأزم نتيجة الفساد الذي تشهده عملية توزيع المساعدات الغذائية، والنهب الممنهج الذي تتورط فيه قيادة البوليساريو، إلى جانب مسؤولين بالقطاع العسكري بتندوف. وأضاف محمد سالم، في تصرح خص به الأيام 24 أن "هذا النهب صار موضوع عديد من التقارير الدولية، من ضمنها قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2654، الصادر في أكتوبر الماضي، والذي شدد على ضرورة وصول المساعدات الدولية إلى مساعديها بمخيمات تندوف. وتابع قائلا "هناك بعض السياقات الدولية المرتبطة بجائحة كوفيد وبالحرب الاكرانية الروسية، والتي تسببت في نذرة المواد الغذائية وارتفاع اسعارها، وتراجع وثيرة المساعدات المقدمة لساكنة المخيمات، والتي تحاول البوليساريو استغلالها لفرض سيطرتها على الوضع وتقييد الحركة والتنقل، ضمن سياستها التصعيدية ودعايتها الحربية". وأضاف محمد سالم أن "التطورات الجيوسياسية الإقليمية حول نزاع الصحراء، سيما المكاسب المغربية على المستوى السياسي والديبلوماسي والميداني، في مقابل الخسارات والانكسارات التي تمنى بها البوليساريو وخلفها الجزائر تسببت في ضعف الخطاب البوليساريو وقدرتها على التعبئة وعلى التحريض وانكشاف دعايتها التصعيدية الحربية، إضافة إلى الفراغ على مستوى زعامة البوليساريو منذ انكشاف عملية تهريب زعيمها إبراهيم غالي إلى اسبانيا، وكذلك التداول الاعلامي الواسع للاجرام الذي تطورت فيه العناصر القيادية داخل الجبهة كالقتل والاختطاف والاغتصاب، إلى جانب الترهل التنظيمي نتيجة الصراعات الداخلية، والذي انكشف جليا في مؤتمر الجبهة الاخير، حين تسربت انباء عن الصدامات والتطاحنات الداخلية لقيادة الجبهة الانفصالية وأكد المتحدث نفسه أن هذه العوامل دفعت القيادة الاجرامية إلى توظيف العصبية القبلية والاستعانة بعناصر العصابات المنظمة والجريمة المنظمة، وهي عصابات ذات طابع قبلي، مما كرس العصبيات القبيلية التي باتت الوسيلة المثلى للتاطير في مخيمات تندوف، ما دفع بقاطني المخيمات بالعودة إلى الإطارات التقليدية للاحتماء