خلفت استقالة ممثل تنظيم ما يسمى ب" البوليساريو" بالاتحاد الأوربي أبي بشريا البشير، تكهنات بمستوى الخلافات العميقة التي تعرفها قيادة الجبهة الانفصالية والتي عرف مؤتمرها مقاطعة دولية واسعة.
واعلن البشير خلال حسابه بتويتر، أن " بعد تقديم طلب قبل عدة أشهر، قدمت اليوم استقالتي كتابةً إلى الأمين العام للبوليساريو من منصبي" كممثل للجبهة الانفصالية في أوروبا والاتحاد الأوروبي". وكتب في هذه التغريدة قائلا: "لقد شكرته على ثقته بي، لكن الخلافات العميقة معه حول الرؤية والأساليب أجبرتني على اتخاذ هذا القرار الصعب".
ويأتي إعلان البشير في وقت تشهد فيه الجبهة نكسات ديبلوماسية عديدة، أخرها قطع الأورغواي العلاقات معها، وهو البلد الذي طالما كان معقلا أمنا لها لعقود طويلة,ويعد البشير أحد أهم ممثلي الجبهة ومروجي دعايتها الانفصالية في كل من جنوب إفريقيا ونيجيريا ولندن وأيرلندا ولاهاي ثم أخيرا في قارة أوربا.
ويرى مراقبون أن تبريرات البشير حول أن سبب الاستقالة حول وجود خلافات مع زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي، "غير كافية"، وأنها لابد أن تكون نابعة من "ضغوطات جزائرية".
وفي هذا الصدد يقول رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، إن " استقالة البشير، هي ترجمة واضحة للتفكك، والانقسام الداخلي الذي تعيشه الجبهة الانفصالية، خاصة منذ فشل دعايتها المغرضة بالتصعيد الميداني بعد نجاح المغرب في تحرير معبر الكركرات".
وأضاف عبد الفتاح في حديثه ل"الأيام24″، أن " هذا التفكك الحاصل، يأتي تزامنا مع المؤتمر المقبل للجبهة، والذي يعرف تصارعا قويا بين قيادات الجبهة، على مصالحها خاصة تلك المتعلقة بخطوط الإمدادات الدولية المرتبطة بالمساعدات الغذائية للمعتقلين بتندوف".
وأورد رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن " تنظيم البوليساريو شهد صراعات حادة على المستوى الداخلي، إذ لجأت القيادات لاستخدام "العصبيات القبلية" من اجل تحقيق مصالحها.
ولفت المتحدث ذاته الانتباه إلى، "استخدام الجبهة الانفصالية للجماعات المسلحة بمنطقة الساحل والتي تربطها مصالح اقتصادية تتعلق بتهريب المواد الغذائية والأدوية المنهوبة من المخيمات بتندوف، فضلا عن تيقن سكان المخيمات بضعف قيادتهم التي ترى مصالحها فوق كل اعتبار".