تبلغ قيمة المساعدات الدولية التي توجه سنويا إلى مخيمات تندوف، 10 ملايين أورو، وهي المساعدات التي تبين بعد تحقيق أجراه المكتب الأوربي لمكافحة الغش عام 2007، أنها تتعرض للاستغلال والنهب من قبل قيادات البوليساريو ومسؤولين جزائريين، يغتنون على حساب سكان مخيمات تندوف. وقد صرح نور الدين بلالي، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو، خلال استضافته في برنامج ضيف الاقتصاد على «فرانس 24»، بأن قيادات البوليساريو ومسؤولي الجزائر يتاجرون في المساعدات الإنسانية الموجهة للسكان، واصفا هذه المتاجرة بالتصرفات الطائشة، مردفا أن القيادة التي تغتني على حساب سكان المخيمات هي قيادة فاسدة. وجوابا منه على سؤال، كيف يتم تهريب المساعدات قال «إن المواد تأتي عبر وهران وتنقل عبر حافلات إلى تندوف، وهو المسار الذي يعرف سرقة مواد المساعدات، من انطلاقها حتى وصولها إلى المخيمات، وبعد سرقتها يتم تهريبها إلى الحدود المالية أو الموريتانية». وأضاف بأن هذه المواد المسروقة يتم تهريبها عبر «تبديل الأغلفة تهربا من المراقبة، فضلا عن تزييف أعداد السكان وتضخيمها بشكل كبير للحصول على أكبر قدر من المساعدات لسرقتها». وتابع بأن جزءا مهما من هذه المساعدات يتم استغلاله من قبل قيادات جبهة البوليساريو ومسؤولين جزائريين، «حتى الأجهزة الطبية والأدوية تتعرض هي الأخرى للنهب والاستغلال من طرفهم، فضلا عن أن مصنع إنتاج البيض ولحم الدجاج يتعرض هو الآخر لاستغلال هؤلاء ونهبهم، إذ يقومون ببيع ذلك في الأسواق الجزائرية». وهذه الأموال أكد بلالي، أن العصابة التي تسرقها تتوفر على ثروة في إسبانيا وبلجيكا ونواديبو وحتى بالجزائر، وهي عبارة عن بنايات سكنية وعمارات وقطعان إبل وأغنام. وعن علاقة البوليساريو، بليبيا، أكد بلالي أن القذافي كان يدعم الجبهة من «الإبرة إلى الصاروخ»، واصفا هذا الدعم بالسخي، سواء على المستويين العسكري، وكل ما كانت تحتاجه الجبهة، كما أكد أيضا أن هذا الدعم انخفض تدريجيا بعد عقد المغرب وليبيا لاتفاقية الاتحاد العربي الإفريقي، مشيرا إلى أنه بعد الثورة التي أطاحت بالقذافي، توقف الدعم الليبي عن الجبهة نهائيا. وفي سياق متصل، كشف التقرير ذاته، عن حيل دأبت جبهة البوليساريو ومسؤولو الجزائر على استعمالها استمالة للمساعدات الإنسانية من قبيل تضخيم أعداد السكان، كما كشف أيضا أن الجبهة الانفصالية كانت تقوم بتغيير جودة بعض المساعدات، وبيع أخرى في السوق عوض توجيهها إلى من يحتاجونها.