كشف القيادي في التنظيم الانفصالي "البوليساريو"، البشير مصطفى السيد، أن "الجزائر كانت وراء مخطط إغلاق معبر الكركرات سنة 2020، وما أعقب تلك العملية من تطورات سياسية دفع القوات المسلحة الملكية المغربية للتدخل وتحرير المعبر". وهاجم البشير مصطفى السيد، في تسريب صوتي، القيادة الحالية للجبهة وخاصة زعيمها إبراهيم غالي، معتبرا أنه "لم يجلب لمخيمات تندوف سوى الهزائم والذل". ووصف القيادة الحالية "بالعاجزة عن تحمل نتائج إخفاقاتها السياسية والعسكرية التي تبعت عملية الكركرات". واعتبر القيادي في الجبهة، أن "ابراهيم غالي، فشل في استثمار ما حدث بالكركرات لصالح الجبهة، كما ندد بسياسته بسبب احتكار كل صلاحيات القيادة محملا إياه مسؤولية الاخفاقات المتواصلة". تأكيد لواقع معروف في سياق متصل، اعتبر الناشط الحقوقي المغربي محمد سالم عبد الفتاح، أن "التسجيل المسرب للبشير مصطفى السيد، أكد على الملاحظات والانتقادات التي كنا نوجهها للجبهة الانفصالية". وأضاف سالم عبد الفتاح، أن "البشير مصطفى السيد، الذي كان يستفرد بقرار الجبهة حتى حدود بداية تسعينيات القرن الماضي، يعترف بأن كل الصلاحيات في تنظيم البوليساريو تتركز لدى أمينها العام، خاصة منذ حل ما يسمى "اللجنة التنفيذية" في مؤتمر الجبهة التاسع المنعقد سنة 1991″. وتابع: "وهي الهيئة التي وصفها ب"المرحومة" قياسا لما يسمى ب"الأمانة الوطنية" التي عوضتها والتي أكد على أنها بدون أي صلاحيات تذكر. ما يحيل على تهميش دوره (البشير) في مركز قرار الجبهة وصعود نجم قيادات أخرى عقب ذلك المؤتمر". وأكد المتحدث ذاته، في تدوينة له على حسابه الرسمي ب"الفيسبوك"، أن "التسريب الصوتي نفسه يكشف أيضا حجم الانقسامات التي تعيشها قيادة الجبهة، في ظل الفراغ الذي تشهده زعامتها منذ افتضاح تهريب براهيم غالي الى اسبانيا بهوية مزورة، وانتكاس وضعه الصحي مؤخرا، فضلا عن المتابعات القضائية بتهم ثقيلة التي ظل موضوعا لها إلى جانب بقية القيادات في الجبهة، من قبيل القتل خارج القانون، الاختطاف، التعذيب والإغتصاب". وأوضح سالم عبد الفتاح، أن هذه العوامل تنضاف إلى "تصاعد الاحتجاجات والاصطدامات ذات الطابع القبلي في مخيمات تيندوف التي بات يتزعمها بعض العناصر القيادية، إضافة إلى الفوضى الأمنية التي يكرسها تقاطع أجندات القيادة مع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات المسلحة في جنوب غرب الجزائر". وخلص المتحدث ذاته، إلى أن البشير فضح أيضا ارتهان قرار البوليساريو للجزائر حيث أوضح أن قائد الأركان السابق للجيش الجزائر قايد صالح هو من أعطى الضوء الأخضر لقيادة الجبهة للدخول في دعايتها الحربية بشرط مبادرة المغرب بطرد عناصر الجبهة من المناطق العازلة، مضيفا أن الجزائر هي من كانت تمنع البوليساريو من النتصل من وقف إطلاق النار في السابق، بحسب التسجيل المسرب.