أرجأت زيارة الملك تشارلز الثالث إلى فرنسا والتي كانت مقررة الأحد المقبل، بسبب الاحتجاجات المتواصلة على إصلاح نظام التقاعد، على ما أعلنت الرئاسة الفرنسية اليوم الجمعة 24 مارس 2023. وجاء في بيان أن "هذا القرار اتخذ من جانب الحكومتين الفرنسية والبريطانية بعد اتصال هاتفي بين الرئيس والملك صباح اليوم (الجمعة)" مضيفا "سيعاد الترتيب لزيارة الدولة هذه في أقرب وقت ممكن".
من جهته، قال القصر الملكي في بيان إن الملك تشالز الثالث يأمل في إعادة جدولة الزيارة "فور إيجاد موعد" لها. بحسب موقع "euronews عربي".
ومنذ أمس الخميس، ذكرت مصادر فرنسية أن ملك بريطانيا قد يؤجل أو يلغي هذه الزيارة، حيث تمر فرنسا بمرحلة من التوتر بعدما قررت حكومة ماكرون المضي قدماً في تعديل نظام التقاعد الذي تعارضه أغلبية شعبية.
ولم تتمكن حكومة ماكرون من حشد عدد كافٍ من البرلمانيين في الجمعية الوطنية للتصويت على مشروع قانون لتعديل نظام التقاعد، فلجأت إلى استخدام بند قانوني ولكن إشكالي يتيحه الدستور وهو 49-3 من أجل تمرير المشروع.
وأثار ذلك سخط المعارضة المنقسمة بين يسار راديكالي ويمين متطرف إضافة إلى النقابات التي تدعو إلى الإضرابات منذ بداية العام.
وتملأ الشوارع الباريسية آلاف الأطنان من النفايات، مع إضراب عمال النفايات، كما تشهد المواصلات العامة في البلاد إضرابات متكررة، وثمة مخاوف حالياً من انقطاع المحروقات عن السوق للأسباب نفسها. وشهدت فرنسا يوم أمس احتجاجات كبيرة تخللها أعمال عنف.
وصباحاً قال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، إنه تم اعتقال 457 شخصاً وإصابة 441 من رجال الشرطة والدرك" الخميس في فرنسا خلال اليوم التاسع من التعبئة ضد إصلاح نظام التقاعد.
كما أكد وزير الداخلية أن "903 حرائق لأثاث الشوارع أو صناديق القمامة" اندلعت الخميس في باريس خلال التظاهرة النقابية.
وأضاف دارمانان "كانت هناك الكثير من التظاهرات وتحول بعضها إلى أعمال عنف خصوصا في باريس" مشيدا بجهود الشرطة لحماية أكثر من مليون شخص ممن تظاهروا في أنحاء فرنسا.
وكانت الشرطة حذّرت من أنه يُتوقّع أن تتسلل جماعات مخرّبة إلى تظاهرة باريس، فيما شوهد شبان يضعون أقنعة يحطمون نوافذ ويضرمون النار في حاويات قمامة في المراحل الأخيرة من التظاهرة.
ورفض دارمانان دعوات من المحتجين إلى التخلي عن إصلاح نظام التقاعد الذي أقرّه البرلمان الأسبوع الماضي في ظروف مثيرة للجدل.
وقال "أعتقد أنه لا ينبغي سحب هذا القانون بسبب العنف. إذا حصل ذلك، فهذا يعني أنه ليس هناك دولة. يجب أن نقبل بمناقشة ديمقراطية واجتماعية لكن ليس بمناقشة عنيفة".
وخرج عشرات آلاف الفرنسيين إلى شوارع المدن الكبرى احتجاجاً على تعديل نظام التقاعد غير الشعبي الذي تمّ تبنّيه من دون تصويت في الجمعية الوطنية، وذلك غداة تصريحات للرئيس إيمانويل ماكرون أثارت حفيظة النقابات والمعارضة.