رغم التوتر وحالة القطيعة الدبلوماسية التي أعلنتها الجزائر من طرف واحد على المغرب، لم يلق ذلك بظلال الثقيلة وتداعياته السلبية على العلاقات الثنائية والروابط الجامعة بين الشعبين أو على الأقل في الغالبية الكبرى منهما، فقد رسم فوز المنتخب المغربي وتأهله إلى الدور الثاني من كأس العالم قطر 2022، البسمة والبهجة وأطلق العنان لأفراح مغربية تجاوزت الحدود الجغرافية وسمعت في الجزائر أبضا، التي تجمع بها المئات على الحدود مهنئين إخوانهم المغاربة على المكسب ورفع راية العرب عالية خفاقة في أكبر محفل رياضي كوني. فالرياضية تصلح ما تفسده السياسية بين البلدين، رغم محاولات وسائل بعض من وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية ومقربة من الحكومة تجاهل نجاحات أسود الأطلس في التأهل إلى دور ال16 في منافسات كأس العالم في قطر، في المقابل، عكست مواقع وسائل التواصل الاجتماعي احتفاءً جزائريا شعبيا بالإنجاز التاريخي للجيران. وكالة الأنباء الجزائرية و"الجزائر اليوم"، وكذلك صحيفة الشروق المقربة من الحكومة تجاهلت النتائج الباهرة التي حققها المنتخب المغربي في المونديال، مكتفية بنقل أخبار رياضية متفرقة، محلية ودولية، واكتفت صحف أخرى مثل "النهار" بالإشارة إلى أن بلجيكا ودعت المونديال فيما "كرواتيا ترافق المغرب إلى ثمن النهائي"، ولم يشر التلفزيون الجزائري الانتصار التاريخي للمغاربة على بلجيكا واكتفى بنشر نتائج مباريات ذلك اليوم دون أي ذكر، لنتائج المنتخب المغربي. وعكس الإعلام الرسمي، احتفى جزائريون بالإنجاز المغربي، ونقلت وسائل التواصل الاجتماعي لقطات عفوية لجزائريين يحتفلون بتأهل المغرب في صدراة مجموعته، بعد تغلبه على المنتخب الكندي في آخر مباراة في دوري المجموعات. ونقل مواقع التواصل مقاطع فيديو توثق لفرحة جزائريين بالفوز المغربي وهم يحملون العلم المغربي وسط العاصمة الجزائر. ونشر المعلق الجزائري، حفيظ دراجي، الذي دخل سابقا في مشادات مع مغاربة، تهنئة للمنتخب المغربي، قال فيها إنه تأهل مستحق لأسود الأطلس. ويواجه المنتخب المغربي نظيره الإسباني، ثاني المجموعة الخامسة، يوم الثلاثاء المقبل انطلاقا من الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المغربي في مباراة هي الثانية بينهما في كأس العالم، بعدما تواجها في نسخة روسيا 2018 في دور المجموعات وآلت نتيجتها إلى التعادل (2-2).