اقتنعت الحكومة المغربية أخيرا بضرورة وقف الدعم عن الزراعات غير المؤهلة للدعم بالنسبة لمشاريع الري الموضعي، ويتعلق الأمر بالأفوكادو والحوامض، والبطيخ الأحمر.
وفي مقرر مشترك لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروي والمياه والغابات، محمد صديقي، والوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، فقد قرر الوزيران أن "الزراعات غير المؤهلة للدعم بالنسبة لمشاريع الري الموضعي المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة 6 من القرار المشترك رقم 1323.22 هي: أشجار الأفوكادو وأشجار الحوامض الجديدة والبطيخ الأحمر ". قرار يأتي تبعا لتعليمات صارمة من وزارة الداخلية، في مارس الماضي، وجهت للسلطات المحلية بالعديد من جهات المغرب، تهم ضرورة الحصول على ترخيص قبل مباشرة زراعة الطماطم والدلاح، سيما الأخير الذي تم منع زراعته بشكل كامل في إقليم طاطا، بسبب استنزاف الفرشة المائية، خاصة الآبار، ما يؤثر على توفير المياه الصالحة للشرب للساكنة.
وكانت الحكومة قد أعلنت منع زراعة الدلاح بطاطا، حيث قال نزار بركة، وزير التجهيز والماء، في ندوة صحفية في 3 مارس الماضي، إن "الحكومة قررت منع زراعة الدلاح هذه السنة في إقليم طاطا لمواجهة ندرة المياه"، مضيف أن "الدلاح يستنزف كمية كبيرة من الماء، ويُزرع في مناطق عندها نقص في الماء، ولكن هذا الاستغلال يكون في مدة زمنية لا تتجاوز شهرين أو ثلاثة أشهر".
وقد يؤثر وقف الدعم عن زراعة الدلاح على صادرات المغرب منه، بعدما تمكن المغرب السنة الفارطة من إزاحة إسبانيا من صدارة بيع البطيخ الأحمر في السوق الأوروبية التي ظلت تهيمن عليها في السنوات الفارطة، حيث تجاوزها للمرة الأولى، ليصبح بذلك أكبر مُصدر لدول القارة العجوز. وبلغت قيمة مبيعات البطيخ في الاتحاد الأوروبي من قبل المغرب في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 132.4 مليون يورو، بمتوسط سعر 0.65 يورو للكيلوغرام الواحد، وبلغت قيمة المبيعات الإسبانية 105.58 ملايين يورو، بمتوسط سعر 0.67 يورو للكيلوغرام الواحد.
أما الحوامض، فقد سجل المغرب موسما استثنائيا (2021-2022)، بعدما بلغت الصادرات حجمًا قياسيًا، من فاتح شتنبر 2021 إلى 31 غشت 2022، إذ بلغت 766.500 طن، مسجلة نموًا بنسبة 40٪ مقارنة بالموسم السابق.
ويتمركز إنتاج الحوامض، وفق وزارة الفلاحة، بنسبة تصل إلى 85٪ في أربع مناطق: الرباط – سلا – القنيطرة ب 700 ألف طن، وسوس ماسة ب 672 ألف طن، والجهة الشرقية ب 460 ألف طن، وبني ملال خنيفرة ب 436 ألف طن.