رفض عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ما وصفها ب"الكليشيهات التي يطلقها البعض في إطار محاولة تبخيس الاستراتيجيات الوطنية التي اعتمدها المغرب"، وخصوصا في مجالي الفلاحة والصيد البحري. وفي جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب اليوم الإثنين، رفض أخنوش الاتهامات التي وردت على لسان بعض نواب المعارضة بتغيبه عن البرلمان في أزمة كورونا، قائلا: "احترمت البرنامج الذي حدده مجلس النواب، والوقت الذي طلبني البرلمان حضرت فيه". من جهة ثانية، نفى أخنوش أن تكون زراعة البطيخ الأحمر (الدلاح) أكثر استهلاكا للماء كما جاء في مداخلات الفرق البرلمانية، موضحا أن "كيلوغراما من الشعير يستهلك أكثر من الدلاح 12 مرة، لأن هكتارا واحدا ينتج 50 طنا من الدلاح في حين لا يتجاوز إنتاجه 30 قنطارا من الشعير". أخنوش عاد إلى مطالب النواب بضرورة تحقيق المغرب للاكتفاء الذاتي فيما يخص الحبوب، موردا أن "تحقيق الاكتفاء الذاتي في الحبوب يتطلب إضافة 900 ألف هكتار من الأراضي السقوية إلى 300 ألف الحالية"، مضيفا أن "الماء الذي يخصص للفلاحة لا يتجاوز 40 في المائة من الحاجيات الحقيقية، بسبب نقصان تساقطات الأمطار". وأكد أخنوش أنه "لا يمكن للفلاحين الذين يزرعون الحوامض والأفوكا والطماطم، تعويضها بزراعة الحبوب"، مشيرا إلى أن "مردود الهكتار من الحبوب هو 12 ألف درهم، مقابل 34 ألف درهم لمنتوجات فلاحية أخرى". وشدد المسؤول الحكومي في هذا الصدد على أن "التوجه نحو الحبوب سيضيع على الفلاحة المغربية قيمة مضافة تبلغ 20 مليار درهم سنويا"، موردا أن "هذا ليس هدفنا، بل نسعى إلى الرفع من مستوى القطاع الفلاحي، ولا يوجد أي باب يقفل في وجه المغرب عند طلب الحبوب، واليوم نحن نتوفر على أربعة أشهر من المخزون. وفي مقابل تأكيده أن "قطاع الحبوب هو أقل الزراعات تشغيلا لليد العاملة، وخصوصا مع استعمال الطرق الحديثة للإنتاج التي تحسن من المردودية"، شدد وزير الفلاحة على أنه "من الممكن تصور عدد أيام العمل التي سيتم فقدانها، وبالتالي الرجوع سنوات إلى الوراء بالنسبة لقدرات التشغيل في المجال الفلاحي". وتساءل أخنوش في هذا الاتجاه: "هل المطلوب تحسين مردودية الفلاحين والرفع من مستوى معيشهم أم نريدهم أن يظلوا فقراء؟"، مشيرا إلى أن "العديد ممن يتحدثون عن الحبوب يزرعون في الواقع الزيتون مثلا، وهذا غير معقول". ونبه المتحدث إلى أن "الفلاحة تحتاج نوعا من التوازن، وهو ما نقوم به بتخصيص 300 ألف هكتار بالنسبة للحبوب، وهناك مناطق تزرع الحبوب، ويتم تحسين التقنيات والبذور في مناطق أخرى"، كاشفا أن "الموسم المقبل سيعرف تخصيص 1.5 مليون قنطار للبذور المختارة رغم أننا في سنوات الجفاف". وبخصوص الصادرات وعلاقتها بالواردات في المجال الفلاحي، أكد أخنوش أن "عجز الميزان التجاري الفلاحي تحسن ب31 في المائة، لأنه كان 51 في المائة قبل المغرب الأخضر واليوم نحن في 68 في المائة، وهذا إنتاج مهم"، موردا أن "الصادرات انتقلت من 15 مليار درهم إلى 37 مليار درهم".