بعد أزمة دبلوماسية استمرت لما يقارب السنة، انتهت برسالة من المستشار الألماني الجديد للملك محمد السادس، ودعم ألماني لمخطط الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، رسميا، فتحت المملكة المغربية، اليوم الخميس 25 غشت الجاري، صفحة جديدة من التعاون مع ألمانيا، من خلال زيارة أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، للرباط، ولقائها بناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، الذي وصف اللقاء بالقول "كان لنا لقاء جيد جدا واستطعنا تعميق الشراكة في جميع المجالات، تستطيعين أن تعتمدي علينا". مرحلة جديدة
بعد أشهر قليلة من طي صفحة الخلاف الذي امتد لما يقارب السنة، بإعلان بلادها عن دعم موقف المغرب في النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية، والإشادة بمقترح الحكم الذاتي كحل واقعي، أتت وزيرة الخارجية الألمانية للرباط، اليوم الخميس، في أول زيارة لها للمغرب، للتأكيد على تجديد "دعم بلادها للمسار الذي تقوده الأممالمتحدة للتوصل إلى حل سياسي واقعي براغماتي دائم ومقبول من الطرفين".
وفي هذا السياق، أكد بوريطة، أن زيارة الوزيرة الألمانية للمغرب اليوم تُعد "إشارة قوية لقوة العلاقات ومتانتها"، مشيرا أن العلاقة بين البلدين "دخلت مرحلة جديدة منذ رسالة الرئيس الألماني للملك، والخطاب الملكي الأخير أشار لألمانيا كشريك قوي ورغبة المغرب في فتح صفحة جديدة من العلاقات القوية، قائمة على الوضوح والتعاون والعمل".
وزاد المسؤول الحكومي المغربي، أن البيان المشترك الذي تم توقيعه مع ألمانيا اليوم، والذي يضم أكثر من خمسين نقطة، يفتح الباب أمام عهد جديد من الشراكة، ويضع آليات جديدة في العلاقات فيها حوار استراتيجي سيكون كل سنتين على مستوى وزارة الخارجية للتنسيق في مختلف القضايا، وإحياء اللجنة الاقتصادية المشتركة، وتعزيز وتطوير العلاقات والتعاون في مجالات البيئة والهيدروجين الأخضر والمرأة، والتعاون في اتجاه إفريقيا وتطوير الاستثمار والتبادل التجاري، وكذا التعاون الأمني والتنسيق السياسي والتعاون في مجال الهجرة.
من جهته، أكد البيان المشترك الصادر، عن وزيري خارجية المغرب وألمانيا، على "التدخل الحصري للأمم المتحدة في المسار السياسي لقضية الصحراء استنادا على قرارات مجلس الأمن وآخرها القرار 2602 والذي يشير إلى مسؤولية الأطراف في البحث عن حل سياسي وواقعي ودائم ومقبول" مشيرا إلى "إشادتهما بتعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمن المتحدة للصحراء ستافان دي ميستورا وأكدا على دعمهما لجهوده من أجل إحراز تقدم على أساس قرارات مجلس الأمن مؤكدين كذلك على دعمهم لقوات المينورسو".
وقبيل لقاء وزيرتها بناصر بوريطة صباح اليوم، أصدرت الخارجية الألمانية، بيانا، قالت فيه إن الاتصال مع المغرب توقف من جانب الرباط لما يقارب السنة، قبل أن تعيد برلين ربطه شهر فبراير الماضي، في أول اتصال مرئي بين وزيري خارجية البلدين؛ فيما كان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قد استقبل خلال شهر ماي المنصرم، روبرت دولجر، الذي قدم "نسخا من أوراق اعتماده بصفته سفيرا مفوضا فوق العادة لجمهورية ألمانيا الاتحادية لدى ملك البلاد محمد السادس" وفق وزارة الخارجية.