أكد مفوض مجلس الأمن والسلم للاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي، أن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي وجلوسه جنبا إلى جنب مع جبهة "البوليساريو" يمكن أن يؤسس لحل سريع للنزاع في الصحراء الذي طال أمده، حسب زعمه. ونقلت صحيفة "الفجر" الجزائرية، في عددها الصادر الخميس، عن شرقي قوله، إشارته إلى أن مجلس السلم والأمن الإفريقي اتخذ مواقف بشأن قضية الصحراء واقترح إعادة بعث لجنة رئاسية كانت موجودة في محاولة منه من أجل الإسهام في حل هذه القضية.
وبشأن الوضع بليبيا، أكد مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، الذي رفض السلام على الملك محمد السادس في قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة بأديس أبابا، أن "هذا البلد في حاجة إلى صوت إفريقي قوي لمساعدة أبناء ليبيا على تجاوز أزمتهم الحالية.
وكشف النقاب عن أن المجلس يحضر حاليا لبعثة وزارية ستنتقل بحر شهر أيار (مايو) الجاري إلى ليبيا من أجل المساهمة في حل الأزمة التي تضرب ليبيا منذ سنة 2011.
وقال في هذا الإطار "إن مشكل ليبيا هو مشكل إفريقي يحتاج إلى صوت إفريقي قوي لمساعدة إخواننا الليبيين حتى يجدوا حلا لمشكلتهم بأنفسهم وحتى تعود ليبيا إلى مصاف الدول".
وأضاف: "إن بعض الدول الأوروبية تريد الإبقاء على نفوذها في إفريقيا، ونحن لا نقبل فرض أي إملاءات من الخارج في ليبيا".
وذكر أن كل الدول لها مبعوثين خاصين للدفاع عن مصالحها في المنطقة وليس لحل الأزمة.
كما تطرق إلى مضاعفات الأزمة في ليبيا وكثرة التدخلات بما يؤزم الوضع في هذا البلد، كاشفا عن أن 60 مليون قطعة سلاح متواجدة بليبيا ناهيك عن أسلحة أخرى تدخل وهي جد متطورة، محذرا من أن كل ما هربت هذه الأسلحة نحو الجنوب وشمال مالي والساحل كلما زادت في تفاقم المأساة.
وكشف مفوض مجلس الأمن والسلم للاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي، عن تدشين قاعدة لوجيستيكية في روندا خلال الشهر المقبل، تعمل على تفعيل الإنذار المبكر للتدخل في الأزمات في إفريقيا، وذلك لاستدراك النقائص المسجلة خاصة في شمال إفريقيا. وقال شرقي: "إن تحدي مجلس الأمن والسلم للاتحاد الإفريقي ليس الحروب بين الدول وإنما الاقتصاد الإجرامي والجريمة المنظمة"، على حد تعبيره.
وكانت القمة الإفريقية، المنعقدة في أديس أبابا، نهاية كانون ثاني (يناير) الماضي، قد صادقت على طلب عودة المغرب إلى عضوية الاتحاد الإفريقي بأغلبية الأصوات.
وانسحب المغرب في 1984، من منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حاليا)؛ احتجاجاً على قبول الأخير لعضوية جبهة "البوليساريو" الانفصالية.
ومجلس السلم والأمن الإفريقي هو جهازٌ تابعٌ للاتحاد الافريقي والمسؤول عن تنفيذ قرارات الإتحاد، وهو مشابه الى حد ما لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، ويتم انتخاب الأعضاء من قبل الجمعية للاتحاد الأفريقي بحيث تعكس التوازن الإقليمي في أفريقيا، فضلا عن مجموعة متنوعة من المعايير الأخرى، بما في ذلك القدرة على المساهمة عسكريا وماليا للاتحاد، والإرادة السياسية للقيام بذلك.
وللمجلس والاتحاد وجود دبلوماسي فعال في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا.