قالت مصادر دبلوماسية إفريقية مطلعة، إن مصر اعترضت على دعوة قدمها الاتحاد الإفريقي إلى تركياوقطر لحضور اجتماع لجنة الاتصال الدولية حول ليبيا، اليوم الأربعاء، في مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ويتصارع فريقان على السلطة في ليبيا، أحدهما، وهو في مدينة طبرق (شرق)، يتهم تركياوقطر بتقديم دعم عسكري للفريق المنافس، وهو ما تنفيه أنقرةوالدوحة. وفي الوقت نفسه، يتهم الفريق الليبي الآخر، وهو في العاصمة طرابلس (غرب)، مصر ودولا خليجية، بينها الإمارات، بدعم الفريق المنافس عسكريا، وهو ما تنفيه القاهرة وأبوظبي. وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، في تصريحات لوكالة الأناضول، أن وزير خارجية مصر، سامح شكري، عارض بشدة مشاركة تركياوقطر في اجتماع لجنة الاتصال الدولية، التي جرى تشكيلها بقرار من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد في سبتمبر الماضي، وتضم ممثلين عن الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ودول شمال أفريقيا. ومضت قائلة إن "وزير الخارجية المصري نقل اعتراض بلاده إلى مفوض مجلس السلم والأمن الإفريقي، إسماعيل الشرقاوي، ومفاده أنه لا دواعي لمشاركة الدوحةوأنقرة في بحث الأزمة الليبية". وبحسب المصادر الإفريقية فإن "مسؤولي الاتحاد الإفريقي رفضوا اعتراض مصر، وقالوا إنهم قدموا الدعوة إلى كل من قطروالإمارات والسعودية وتركيا والكويت باعتبارها دول معنية بالأزمة في ليبيا، ولا بد من مشاركتها في اجتماع الأربعاء بحثا عن حل للأزمة". وتابعت أن "الدعوات لحضور اجتماع لجنة الاتصال الدولية تم تقديمها إلى دول جوار ليبيا، وهي مصر، والجزائر، والسودان، وتونس، وتشاد، والنيجر، بجانب الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولاياتالمتحدةالأمريكية، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا)، إضافة إلى دول مؤثرة، مثل ألمانيا، واليابان، وإيطاليا، وإسبانيا، وقطر، وتركيا، والسعودية، والكويت، والإمارات". ووفقا للمصادر الدبلوماسية الإفريقية، فإن "محمد الدائري، وزير خارجية الحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني، والتي تعترف بها مصر، نقل اعتراض بلاده رسميا على مشاركة قطروتركيا في الاجتماع، واتهم الدولتين بدعم جماعات إرهابية في ليبيا". وأضافت أن "ثمة توجه مصري نحو مقاطعة الاجتماع أو المشاركة على مستوى أقل من وزير الخارجية.. وهناك مشاورات واتصالات فى أديس أبابا لإقناع مصر بالمشاركة بوزير خارجيتها". وشهدت اجتماعات مغلقة للمجلس الوزاري للاتحاد الأفريقي حول الأزمة الليبية، في أديس أبابا اليوم، "تباينات شديدة بين وزراء الخارجية الأفارقة"، بحسب ما صرح لوكالة الأناضول مصدر شارك في تلك الاجتماعات. وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويته، أن "هناك تياران، أحدهما، بقيادة الجزائر، يرفض التدخل العسكري الدولي لحل الأزمة، فيما تدعم دولتان أخريان (تحفظ على تسميتهما) بقوة التدخل وحسم الصراع منعا لانتقال عدوة الصراع إلى دول الجوار".