يواصل الاتحاد الإفريقي مساعيه الرامية إلى حل الأزمة بليبيا التي ستكون في صلب اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد بأديس أبابا، الذي أطلقت أعماله اليوم الثلاثاء و ذلك ضمن سلسلة من التحركات الإفريقية الهادفة الى تسوية القضية كان أخرها اجتماع اللجنة العليا للاتحاد الخاصة بهذا البلد. وبدأ مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي اجتماعا على المستوى الوزاري بمقر مفوضية الاتحاد الإفريقي اليوم بهدف بحث قضايا السلم والأمن بالقارة وخاصة تطورات الموقف فى ليبيا وجهود حل الأزمة فى البلاد وبحث نتائج الاجتماع الذى عقدته أمس لجنة الاتحاد الإفريقي العليا المعنية بحل الأزمة فى ليبيا. ويشارك الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل في الاجتماع الى جانب ممثلين من الدول الأعضاء بمجلس السلم والأمن وممثلين من أعضاء اللجنة العليا ومن الدول المجاورة بهدف بحث سبل إيجاد مخرجا سلميا للازمة والاتفاق على آلية لذلك. كما يشارك فى الاجتماع مفوض الاتحاد الإفريقي لشئون السلم والأمن السفير رمضان لعمامرة والشركاء الدوليين للاتحاد الإفريقي (الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي). وكانت لجنة الاتحاد الإفريقي العليا لحل الأزمة فى ليبيا قد عقدت اجتماعا على المستوى الوزاري بمقر مفوضية الاتحاد الإفريقي بأديس ابابا أمس الاثنين بهدف بحث تطورات الموقف فى ليبيا وجهود حل الأزمة فى البلاد. وجرى الاجتماع بمشاركة ممثلين عن اللجنة وأعضاء من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي وكذلك ممثلين من الدول المجاورة. كما شارك في الاجتماع وفد من الحكومة الليبية يضم وزير الخارجية عبد العاطي العبيدي وجمعة إبراهيم وزير الشؤون الإفريقية ووفد من المجلس الوطني الانتقالي يضم عبدالله الزبيدي وعبد الله بوجلدين. وفي إطار الجهود الإفريقية لرسم طريق تفضي الى حل الأزمة بليبيا أجرى الاتحاد الإفريقي أمس محادثات منفصلة مع المتمردين والحكومة الليبية وصفها ب" البداية المشجعة". فقد التقى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ واللجنة الوزارية التي شكلها الاتحاد حول ليبيا أمس على التوالي كلا من البعثة الحكومية الليبية ثم بعثة متمردي "المجلس الوطني الانتقالي" فى مدينة بنغازي الذي أجرى أول زيارة له الى العاصمة الإثيوبية. وقال نور الدين المازني المتحدث باسم بينغ ان "وجود أعضاء من المجلس الوطني للمرة الأولى فى أديس أبابا يشكل بداية مشجعة كي نواصل الحوار ونصل الى وقف لإطلاق النار في ليبيا". إلا أن ممثلي المجلس الوطني الانتقالي لم يغيروا مبدئيا موقفهم المطالب "برحيل" قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي كشرط مسبق لأي حل تفاوضي للنزاع. وقال ممثل الحكومة الليبية وزير الخارجية عبد العاطى العبيدى ان "هذا الموقف لا يسهل الأمور بتاتا وان المتمردين لا يساعدون في الوصول الى حل سياسي". كما استنكرت روسيا على لسان وزيرها للخارجية سيرغي لافروف رفض المتمردين الليبيين ل"خارطة الطريق" التي تقدم بها الاتحاد الإفريقي للتسوية السلمية للنزاع في ليبيا. وقال لافروف أن " تصعيد الأمور في ليبيا هو بمثابة دعوة فعلية لسلسلة من الحروب الأهلية" مبينا أن " المتدخلين الخارجيين في الشأن الليبي لا يجوز لهم التدخل وإعطاء الإرشادات وتأييد طرف على حساب أخر". للتذكير فقد وافقت الحكومة الليبية من جهتها نهاية مارس على "خارطة طريق" الاتحاد الإفريقي التي تنص على وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وإطلاق حوار سياسي. ورفض المتمردون اقتراحا لوقف إطلاق النار خلال زيارة بعثة من القادة الأفارقة المفوضين من الاتحاد الإفريقي الى ليبيا فى وقت سابق من شهر ابريل الجاري. ومن المقرر ان تلتقي البعثتان الليبيتان اللتان لم تجريا أي حوار مباشر بينهما مجددا مع وسطاء الاتحاد الإفريقي في وقت لاحق اليوم.