على غير العادة، تجنب الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الاثنين، الترويج لأطروحة "البوليساريو"، وتكرار أسطونة الصحراء بكونها قضية "تصفية استعمار"، وكذا تسويق مقولة "حق تقرير المصير"، مكتفيا بدعمه جهود المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، ستيفان دي ميستورا، لحل النزاع المفتعل حول قضية الصحراء. وفي تصريح مشترك مع رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، عقب التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي، قال تبون بخصوص ملف الصحراء: "نتفق مع إيطاليا على دعم المبعوث الشخصي للأمم المتحدة والبعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية لدورها المهم في تسوية نزاع طال أمده"، دون مزيد من التفاصيل، أو التطرق لأطروحة "البوليساريو"، التي كان يردد في كل خرجة إعلامية دعمه للجبهة.
وأضاف تبون: "سجلنا تطابقا كليا للمواقف حول الملفات الكبرى مثل ليبيا، التي جددنا إزاءها ضرورة تحقيق الليبيين لأنفسهم هدف بناء المؤسسات من خلال انتخاب نزيه للممثلين الذين يختارهم الشعب الليبي".
وتحرص إيطاليا على التفريق بين التوقيع على اتفاق لزيادة إمدادات الغاز مع الجزائر وبين علاقتها مع المغرب، بعدما أكد سابقا وزير الشؤون الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أن المغرب شريك استراتيجي ومحاور رئيسي لإيطاليا في المنطقة.
وكانت إيطاليا قد أشادت في إعلان الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد الموقعة مع الرباط ب"الجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب بهدف تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية"، مؤكدة دعمها "لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل مواصلة المسار السياسي الرامي إلى التوصل إلى حلّ سياسي، عادل وواقعي وبراغماتي ودائم ومقبول من الأطراف لهذه القضية".
يذكر أن نزاع الصحراء، هو نزاع مفتعل مفروض على المغرب من قبل الجزائر. وتطالب (البوليساريو)، وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية، بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي.
ويعيق هذا الوضع كل جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع يرتكز على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، ويساهم في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.