في خضم الأزمة بين مدريدوالجزائر العاصمة، وافقت الحكومة الموريتانية، الأربعاء، على مشروع قانون يسمح بالمصادقة على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بينها ونظيرتها الإسبانية، الموقعة في العاصمة الإسبانية مدريد في ال24 يوليوز 2008. ونقلت تقارير موريتانية، عن بيان مجلس الوزراء الموريتاني، أن المعاهدة المذكورة تنص على وضع إطار للتشاور السياسي بين البلدين، وذلك عبر اجتماع دوري عالي المستوي، وتشجيع وتفعيل التعاون الاقتصادي والمالي بين الطرفين، وكذلك التعاون في مجال الدفاع وذلك بالاستناد الي اتفاق التعاون في هذا المجال الموقع سنة 1989، كما تشجع المعاهدة على التعاون من أجل التنمية عبر اللجنة المشتركة في مجالات الحكامة الديمقراطية والتنمية المؤسساتية وبناء السلم وتلبية الاحتياجات الاجتماعية .
وتشجع المعاهدة على التعاون في مجال الأمن الغذائي، ومكافحة المجاعة، والتعليم، والثقافة، والصحة،إضافة الى التعاون في المجال القانوني، والشؤون القنصلية، والهجرة، وتنقل الأشخاص ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتهريب المخدرات.
وتأتي خطوة التصديق على المعاهدة بعد أسبوعين من زيارة قامت بها ملكة إسبانيا «دونيا ليتيسا» إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، حسب "صحراء ميديا".
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني قد نظم منتصف مارس الماضي زيارة عمل للملكة الإسبانية بدعوة من ملكها.
وخلال الزيارة المذكورة وصف رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز، موريتانيا بالحليف المحوري لاسبانيا في مجالات الأمن والدفاع، معبرا عن رغبة مدريد في تعزيز التعاون مع نواكشوط في مجالات «الهجرة والصيد والتعليم والصحة والتنمية".
يأتي هذا في ظل استمرار الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، حيث أشعل اعتراف مدريد بمصداقية خطة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، غضبا لدى للنظام الجزائري، وقرر على إثرها الأربعاء الماضي، تعليق "معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون" التي أبرمت عام 2002 مع إسبانيا.