يخسر النظام الجزائري يوما بعد يوم علاقاته مع دول الجوار الواحدة تلوى الأخرى، والظاهر أن الجميع سيتخلى عن نظام لا يجلب إلا الشر. آخر المعطيات في هذا الصدد، تشير أن موريتانيا اختارت إسبانا على حساب الجزائر، بعدما قررت النأي بنفسها عن الموقف الجزائري، مفضلة المحافظة على علاقتها مع إسبانيا، وتعزيزها اليوم بالمصادقة في الاجتماع الأسبوعي العادي للحكومة، على مشروع قانون يسمح بالمصادقة على معاهدة للصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، موقعة بمدريد منذ 24 يوليوز 2008. ووفق نص البيان الصادر عقب اجتماع الحكومة الموريتانية، والذي نقلته وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة، فإن المعاهدة تنص «على وضع إطار للتشاور السياسي بين البلدين وذلك عبر اجتماع دوري عالي المستوى». كما تنص المعاهدة على «تشجيع وتفعيل التعاون الاقتصادي والمالي بين الطرفين، وكذلك التعاون في مجال الدفاع، وذلك بالاستناد إلى اتفاق التعاون في هذا المجال الموقع سنة 1989». وأضاف البيان أن المعاهدة تشجع أيضا على «التعاون من أجل التنمية عبر اللجنة المشتركة في مجالات الحكامة الديمقراطية والتنمية المؤسساتية وبناء السلم وتلبية الاحتياجات الاجتماعية كالأمن الغذائي ومكافحة المجاعة والتعليم والثقافة والصحة، إضافة إلى التعاون في المجال القانوني والشؤون القنصلية والهجرة وتنقل الأشخاص ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات». ووجدت الجزائر نفسها، في مواجهة غير متوقعة مع الاتحاد الأوربي، بسبب عدائها للوحدة الترابية للمغرب، ولمقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحل النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية. وقال الاتحاد الأوربي، في بيان، إن الجزائر "تبدو وكأنها تنتهك اتفاقية الشراكة مع الاتحاد"، على ضوء قرارها إلغاء معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون وحظر التعاملات التجارية مع إسبانيا. وذكر البيان أن الاتحاد الأوربي "مستعد للوقوف ضد أي نوع من الإجراءات القسرية التي تتخذ ضد أي دولة عضو بالتكتل". العزلة الجزائرية في مواجهة إسبانيا، جسدها غياب أي دعم عربي أو إفريقي أو إقليمي لموقفها، وهو ما جسده التوجه الموريتاني الأخير بتعزيز التعاون مع إسبانيا في مجالات عدة.