يبدو أن الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والجزائر لها بالفعل فوائد كبيرة، حيث أصبحت الولاياتالمتحدةالأمريكية، المورد الرئيسي للغاز لمريد؛ ومن ناحية أخرى، قامت كل من إيطالياوألمانيا بتعزيز تعاونهما وأبرمتا اتفاقيات طاقة مع النظام الجزائري. وجاء في تقرير لصحيفة "hispanidad"، أن إعلان الجزائر تعليق معاهدة صداقة مع إسبانيا، في ثاني خطوة دبلوماسية بعد سحب السفير احتجاجا على تغيير مدريد موقفها من الصحراء، له بالفعل من يستفيد منه في ضوء استمرار الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، ومن بينها ، الولاياتالمتحدةالأمريكية ، التي أصبحت المورد الرئيسي للغاز في إسبانيا ، مما جعل الجزائر في المرتبة الثانية.
وأضافت الصحيفة الإسبانية، أن "من بين المستفيدين الكبار أيضًا إيطاليا ، التي يشير إليها الآن رئيس الجزائر ، عبد المجيد تبون ، على أنها "بلد صديق" حث سبق أن جاء في تصريحات للرئيس الجزائري،أمام نظيره الإيطالي "سنمنحك إيطاليا الغاز الذي تحتاجه؛ سنقوم بتزويدها بالطاقة حتى تتمكن بعد ذلك من توزيعها على بقية أوروبا ".
واعتبرت المصادر ذاتها، أنه "في الواقع ، عززت شركة النفط الإيطالية إيني وشركة النفط والغاز الحكومية الجزائرية سوناطراك تعاونهما مع مشاريع التنقيب المشتركة ؛ تجري دراسة إنشاء كابل بحري وتريد إيطاليا أن تصبح الجزائر مورّدها الرئيسي للغاز ، لتحل محل روسيا، حيث تعهدت الجزائر بزيادة شحناتها بمقدار 9-10 مليار متر مكعب إضافية سنويًا بحلول نهاية عام 2022.
وأوضح تقرير الصحيفة، أن "ألمانيا تعد كذلك أحد المستفيدين من الأزمة بين إسبانيا والجزائر، جيث سافرت وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الألمانية كاتيا كول، إلى الجزائر العاصمة لتوقيع اتفاقيات تعاون جديدة وحتى الحديث عن "توطيد الرابطة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي".
في ذات السياق، اعتبرت وزيرة الاقتصاد الإسبانية ناديا كالفينو الإثنين أن قرار الجزائر تعليق معاهدة صداقة ثنائية مع بلادها الأسبوع الماضي لم يكن مفاجئا لأن الجزائر تنحاز بشكل متزايد إلى روسيا. وأضافت كالبينو أنها لاحظت تقاربا متزايدا بين الجزائروروسيا في اجتماع الربيع لصندوق النقد الدولي قبل أسابيع قليلة.
وقالت في مقابلة إذاعية مع راديو كاتالونيا: "رأيت في ذلك الوقت أن الجزائر أصبحت منحازة أكثر وأكثر لروسيا، لذلك فإن قرار تعليق المعاهدة لم يفاجئني".
وعلقت الجزائر الأربعاء الماضي معاهدة صداقة عمرها 20 عاما مع إسبانيا. ومن جانبها، عبرت حكومة مدريد من خلال تصريح لوزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس بعد اجتماع عقده مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بروكسل الجمعة عن رغبتها في حل الخلاف بين البلدين بأسرع ما يمكن، عبر الحوار والقنوات الدبلوماسية.
وجاءت الخطوة، بعد ساعات من تصريحات لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أمام أعضاء البرلمان، جدد فيها التمسك بقرار له في مارس الماضي، بدعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.