أكدت وزيرة الاقتصاد الإسبانية ناديا كالبينو، اليوم الإثنين، إن قرار الجزائر تعليق معاهدة صداقة ثنائية مع بلادها الأسبوع الماضي لم يكن مفاجئا لأن الجزائر تنحاز بشكل متزايد إلى روسيا، مضيفة أنها لاحظت تقاربا متزايدا بين الجزائروروسيا في اجتماع الربيع لصندوق النقد الدولي قبل أسابيع قليلة. وأشارت المسؤولة الإسبانية، في تصريح إذاعي ل"راديو كتالونيا"، "رأيت في ذلك الوقت أن الجزائر أصبحت منحازة أكثر وأكثر لروسيا، لذلك فإن قرار تعليق المعاهدة لم يفاجئني"، مؤكدة رغبة حكومتها في أن تعيد الجزائر النظر في موقفها والتصريحات التي أدلت بها.
وأبدت المتحدثة ثقتها في عدم الانجرار وراء وتيرة التصعيد، وامتدادها إلى ملف الغاز، حيث تعتبر الجزائر من أكبر موردي الغاز لإسبانيا التي قالت إنها ستدافع بقوة عن مصالحها ومصالح مواطنيها وشركاتها.
واتهمت حكومة مدريد، مباشرة روسيا بالوقوف وراء تشجيع الجزائر في التسبب بالأزمة الحالية بين البلدين التي من عناوينها تجميد اتفاقية الصداقة وحسن الجوار، وتنسب ذلك إلى ما يتجاوز نزاع الصحراء الغربية إلى احتضان إسبانيا قمة الحلف الأطلسي نهاية الشهر الجاري.
واندلعت الأزمة الحالية في أعقاب تأكيد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الأربعاء الماضي في البرلمان، على دعم مقترح الحكم الذاتيفي الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي اعتبرته الجزائر مستفزا لأجندتها الإقليمية كداعمة لجبهة البوليساريو. إذ جاء الرد في اليوم نفسه بتعليق اتفاقية الصداقة وحسن الجوار بين البلدين، ثم قرار الجزائر منع الواردات والصادرات من وإلى إسبانيا باستثناء تصدير الغاز، وتراجعت عن قرار تجميد المبادلات التجارية.