في خضم التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين الرباطوبرلين، أقدم اللوبي الداعم لأطروحة "البوليساريو"، على توجيه انتقادات اتجاه الحكومة الألمانية بسبب تغير موقفها من نزاع الصحراء، بعدما اعتبرت برلين مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الأساس والأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. ونقلت صحف ألمانية، أن نوابا من اليسار الألماني من الداعمين لأطروحة "البوليساريو"، نددوا بموقف الحكومة المركزية بسبب دعمها للموقف المغربي من نزاع الصحراء، معتبرين أن "العلاقة الحميمة" بين الحكومة الفدرالية والمملكة المغربية مستمرة.
وأضافت المصادر ذاتها، "من ردود وزارة الخارجية الألمانية يمكن الاستنتاج أن برلين تدعم الاعتراف الفعلي بسيادة المغرب على صحرائه".
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين المغرب وألمانيا، كانت جامدة عدة شهور، قبل أن تتشكل الحكومة الجديدة في ألمانيا وتُعلن عن تغيير مواقفها في دجنبر الماضي.
وكانت أول خطوة ألمانية تُجاه المغرب بعد تشكيل الحكومة الجديدة، قد أقدمت عليها وزارة الخارجية التي قامت بنشر بلاغ حول العلاقات مع المغرب على الموقع الرسمي للوزارة التي تولتها أنالينا بايربوك، تشير فيه إلى طبيعة العلاقات التي تجمع البلدين.
ومن أبرز ما جاء في البلاغ، أن ألمانيا أعلنت لأول مرة إشادتها بمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لحل نزاع الصحراء تحت سيادته، وهو الأمر الذي رحبت به الرباط، وأعلنت استئناف العلاقات من جديد مع السفارة الألمانية في المغرب.
كما أن رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير، عاد في يناير الماضي، من جديد، ليشيد بمبادرة الحكم الذاتي التي اعتبر أنها "أساس جيد" لتسوية قضية الصحراء.
وأكد الرئيس الألماني في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس أن "مخطط الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة في سنة 2007 يعد بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل الى اتفاق" لهذا النزاع الاقليمي، مشيرا إلى دعم "بلاده، منذ سنوات عديدة، لمسلسل الأممالمتحدة من أجل حل سياسي عادل ودائم ومقبول من كافة الأطراف".