تحدثت الصحافة الألمانية عن عودة العلاقات بين المغرب وألمانيا، بعد قطيعة دامت حوالي 9 أشهر جراء الموقف الألماني السلبي من الصحراء المغربية، ومحاولة استبعاد الرباط من الاجتماعات الإقليمية حول ليبيا، وشهدت مدة القطيعة تصعيد وقرارات جريئة من جانب الرباط. وأشادت الصحافة الألمانية بعودة العلاقات بين البلدين، توجت بتوجيه الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير دعوة إلى العاهل المغربي محمد السادس للقيام ب"زيارة دولة إلى ألمانيا"، من أجل إرساء شراكة جديدة بين البلدين.
كما أكدت على الدور الكبير الذي قامت به وزيرة الخارجية الألمانية الجديدة أنالينا بيربوك في إنهاء قطيعة استمرت 9 أشهر وصلت حد استدعاء الرباط لسفيرته لدى برلين زهور العلوي.
واعتبرت صحيفة "دي فيلت"، عودة العلاقات بين البلدين أنه نجاح أول للحكومة الألمانية الجديدة في سياستها الخارجية.
وكتبت الصحيفة الألمانية على لسان "أندرياس وينزل" العضو المنتدب لغرفة التجارة الألمانية في الرباط، "يبدو أن التوتر بين الجمهورية الاتحادية والمملكة المغربية قد انتهى أخيرا".
وأشار "أندرياس وينزل" إلى أنه بعد القرارات الأخيرة للبلدين معا أصبحت آفاق المستقبل إيجابية مرة أخرى، ففي النهاية لدى كلا البلدين الكثير ليقدمه للآخر".
بدورها أشادت صحيفة "إكسبريس" بوزيرة الخارجية التي عينت في منصبها شهر دجنبر الماضي، وشددت على أنها "أحدثت انقلابا دبلوماسيا في السياسة الخارجية الألمانية، عكس الجمود الذي كانت تعرفه في عهد وزيرة الخارجية السابق هايكو ماس".
وكشفت الصحيفة الألمانية أن الحكومة برلينالجديدة، قامت بتحديث تعريفها للمغرب عبر موقعها على الإنترنت، حيث أشادت بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وتعتبر المملكة رابط مهم بين الشمال والجنوب على الصعيدين السياسي والثقافي والاقتصادي، كما أنه شريك مركزي للاتحاد الأوروبي وألمانيا في شمال أفريقيا.
وأتاح انتخاب "أولاف شولز" الفرصة لإعادة العلاقات بين المغرب وبرلين بسلاسة، إذ أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزيرة الخارجية أنالينا بايربوك، التي تركز على أهمية الاقتراح المغربي بشأن الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، لقيت قبولا كبيرا في الرباط.
وذكر تقرير الصحيفة بأن "العلاقات بين الرباط و برلين عرفت جمودا تاما لمدة أشهر، إلى أن جاءت الوزيرة الجديدة وغيرت كل شيء بنقرة واحدة"، معتبرة أن الوزيرة "بيربوك" سجلت أول نجاح مهم لها بعد وقت قصير فقط من أدائها اليمين في الثامن من دجنبر المنصرم.
هذا وقد ظهر الخلاف بين البلدين للعلن بعد استدعاء الرباط في 6 ماي من السنة المنصرمة، سفيرته لدى برلين زهور العلوي للتشاور، جراء موقف ألمانيا السلبي بشأن إقليم الصحراء ومحاولة استبعاد الرباط من الاجتماعات الإقليمية حول ليبيا.
وفي 8 دجنبر 2021، أعلنت السفارة الألمانية في الرباط عبر صفحتها على فيسبوك، أن "من مصلحة كلا البلدين، عودة العلاقات الدبلوماسية الجيدة والموسعة تقليديا".
وخلال الشهر ذاته، رحب المغرب، بما قال إنها "مواقف بناءة لألمانيا"، معتبرا أنها تتيح "استئناف التعاون الثنائي وعودة سفارتي البلدين للعمل بشكل طبيعي".
لتنتهي القطيعة رسميا يوم 05 يناير بإعلان الرئيس الألماني أن بلاده تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدم في سنة 2007 بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل إلى اتفاق لهذا النزاع الإقليمي المفتعل.