يسود تخوف كبير في صفوف العديد من المواطنين من ارتفاع أسعار بيع الأضاحي هذا العام، خصوصا في ظل الوضعية الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن ارتفاع أسعار المواد الإستهلاكية، وما يتربص بالقدرة الشرائية للأسر المغربية. ومن المرتقب أن تجر أسواق الأضاحي هذه السنة، ذيول الأزمة وارتداداها المباشرة على أثمان الأضاحي جراء تزايد مؤشرات الغلاء ما سيلهب جيوب المواطنين وسيعمق معاناتهم مع ارتفاع أسعار المحروقات وأغلب المواد الأساسية.
ووفق معطيات فارتفاع أسعار المحروقات التي تلعب دور رئيس في نقل الأضاحي الأسواق، أو غلاء الأعلاف التي بلغت مستويات قياسية هذا العام علاوة على موسم الجفاف الذي ضرب أغلب مناطق المملكة، كلها مؤشرات ترفع من مؤشر الخوف لدى المواطنين.
واشتكى العشرات من الفلاحين ومربي الماشية، من الغلاء الفاحش في أسعار الأعلاف التي باتت تهدد نشاطهم في تربية الأغنام وقطعان الماشية، حيث أكد المشتكون على أن نفقات تغذية الأغنام والأبقار والدواجن، باتت ومن دون استثناء باهظة جدا في الوقت الراهن.
وأرجع العديد من الموالين سبب ارتفاع أسعار هذه الأعلاف إلى شح مصدرها الطبيعي في مناطقهم، بالإضافة إلى الجفاف الذي ضرب الولاية في الفترة الأخيرة، مما أثر بشكل كبير على إنتاجها، فيما يراه آخرون من صنع المضاربة التي تشهدها سوق الأعلاف، ويتحكم فيها دخلاء ليست لديهم أي علاقة بتربية الحيوانات سوى السيطرة على الأسواق.
وجعلت ندرة التساقطات، وتراجع حقينة السدود، العديد من مربي المواشي يضطرون إلى شراء العلف من أجل إطعامها، غير أن الكارثة الأخرى، كانت في الارتفاع الكبير الذي شهدته الأسعار، بل إن الأمر وصل إلى حد غياب مجموعة من الأعلاف التي كانت تلقى إقبالاً كبيراً من قبل "الكسابة".
وقال في وقت سابق مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، والناطق الرسمي باسم الحكومة، إن السلطة التنفيذية "منشغلة بتأخر التساقطات"، موضحاً أن هناك مجهودات "على مستوى المناطق السقوية لكي يسير، على الأقل، برنامج الخضروات الربيعية، بشكل طبيعي ولا يقع أي تغيير على مستوى الأسعار".
أما فيما يخص وضعية قطاع اللحوم، أشار بايتاس، إلى أن الحكومة "ستدعم القطاع من خلال برنامج إغاثة الماشية واقتناء الأعلاف، والذي هو عبارة عن برنامج يقدم الأعلاف بثمن مدعم لمربي الماشية، ويحافظ في نفس الوقت على استقرار الأسعار في السوق الوطنية، لكي لا يكون له أي تأثير على إنتاج اللحوم والألبان".