في ظل غياب تام للمراقبة في مختلف الأسواق الوطنية واستفحال كبير لنشاط «الشناقة»، قفزت أسعار الأضاحي إلى مستويات جنونية خلال اليومين الماضيين بعد الإفراج عن أجور الموظفين، أول أمس الإثنين، من طرف الحكومة. وهكذا ارتفع سعر الكيلوغرام من نوع «الصردي» إلى ما بين 50 و55 درهما، في حين تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من نوع «البركي» 45 درهما، بينما سجلت أسعار الأضاحي التي يتم اقتناؤها ب»المعاينة» مستويات غير مسبوقة، تراوحت بين 3500 و5500 درهم للرأس، بل هناك أسواق وصل فيها سعر الكبش الواحد إلى 5500 درهم. وبرّر عدد من «الشناقة» هذه الزيادات الصاروخية في أسعار الأضاحي في السنة الجارية بارتفاع أثمنة الأعلاف وسومة كراء «الكراجات»، مشيرين إلى أن كلفة تربية الكبش الواحد زادت في السنة الجارية بحوالي 400 أو 500 درهم، في حين عرفت سومة كراء «الكراجات» ودخول الأسواق المخصصة لبيع الأضاحي ارتفاعا قويا تجاوز 500 درهم لليوم الواحد. وأقرّ فينيري بن مبارك، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، بوجود ارتفاع ملموس لأسعار الأضاحي هذه السنة، مؤكدا أن أثمنة الأنواع الجيدة من الأكباش تصل حاليا إلى حوالي 50 درهما للكيلوغرام، في حين يتراوح سقف الأسعار في الأسواق التي تبيع بنظام «المعاينة» بين 3500 و4000 درهم للكبش. وأكد بن مبارك أن انعكاس ارتفاع كلفة إنتاج الأضاحي، والناتج بالأساس عن ارتفاع ثمن الأعلاف، ظهر جليّا هذه السنة، موضحا أن ثمن الشعير لوحده قفز بحوالي 20 في المائة. غير أن رئيس الجمعية توقع أن تعود الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية في اليومين الأخيرين قبل العيد، مؤكدا أن بائعي الأغنام أحسّوا بتراجع الطلب على الأضاحي، وبالتالي سيضطرون إلى تخفيض الأثمنة. وكان أحمد أوعياش، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، قد حذر من ارتفاع أسعار الأغنام بحوالي 10 في المائة خلال عيد الأضحى الحالي مقارنة مع السنة المائة. وقال أوعياش ل»المساء» إن الإنتاج الضعيف الذي ميّز الموسم الفلاحي أثّر بشكل كبير على وفرة الأعلاف وساهم في ارتفاع أسعار الشعير والذرة والصوجا بحوالي 30 في المائة، وهو الشيء الذي دفع أدى إلى ارتفاع كلفة تربية الماشية بشكل كبير، مشيرا إلى أنه كان لارتفاع أسعار المواد العلفية في السوق الدولية، هو الآخر، تأثير سلبيّ على عملية إنتاج اللحوم الحمراء والبيضاء. وتوقع أوعياش أن تقفز أسعار الأغنام بحوالي 3 إلى 4 دراهم للكيلوغرام الواحد، مؤكدا أن هذا الوضع كان مرشحا للتفاقم بشكل كبير لولا التساقطات التي عرفها المغرب في الأسابيع الماضية، والتي خففت نوعا من وطأة الجفاف وخفضت تكلفة تربية الماشية بشكل طفيف.