في موقف غير مباشر وجه وزير الخارجية ناصر بوريطة انتقادات مباشرة لجميع المبادرات التي يتم تسويقها لحل الأزمة الليبية والتي جاءت على أنقاض مؤتمر الصخيرات الذي رعته المملكة حتى ان الوزير المغربي اعتبر أن تعدد المبادرات حول الأزمة الراهنة في ليبيا «لن يوحّد الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد تسوية للأزمة»، مقابل ذلك أكد الوزير «أن الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات يظل المرجعية والعنصر الأساسي لتسوية الأزمة الليبية"، حسب ما أوردته تلغراف التونسية، اليوم الأربعاء. واستندا لذات المصادر، فقد جاءت تصريحات بوريطة الذي التزم المغرب الصمت حيال مبادرة رئيس تونس الباجي قايد السبسي ورعتها دول الجوار الليبي تونسوالجزائر ومصر عقب لقائه بمبعوث الأممالمتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا مارتن كوبلر، أول أمس الاثنين في العاصمة الرباط، الذي ناقش خلاله الطرفان التطورات الراهنة في ليبيا. وأعلن بوريطة للصحفيين دعم المغرب جهود الأممالمتحدة الرامية إلى الوصول لتسوية للأزمة في ليبيا، قائلاً: «إن المغرب على غرار الأممالمتحدة، تعتبر أن الحل لهذه الأزمة، لن يكون سوى سياسيا»، مشيرًا إلى أن «الحل العسكري لن يساهم في استقرار ليبيا، كما أن تعدد المبادرات لن يفضي إلى توحيد جهود المجتمع الدولي الرامية إلى إيجاد حل للأزمة الليبية». وأكد بوريطة أن المغرب ستواصل مع الأممالمتحدة وأطراف أخرى «الاضطلاع بدور بناء في هذا الملف»، مضيفًا أن المغرب التي تربطها علاقات تاريخية وإنسانية قوية مع الشعب الليبي «مؤهلة أكثر للاستمرار في لعب دور محوري في هذا الملف». الوزير المغربي الذي لم يشر لا من بعيد ولا من قريب الى مبادرة السبسي شدد على ان المملكة «ليست لديها مصلحة مباشرة في ليبيا» مؤكدًا أن «انشغالها الوحيد يبقى تحقيق استقرار ووحدة هذا البلد المغاربي الشقيق»، ومازال موقع القمة الثلاثية التي ستجمع قادة تونسوالجزائر ومصر لم يتحدد بعد والتي كان اعلن عنها يوم 20 فبراير الماضي خلال اجتماع وزاري حضره رئيس تونس الباجي قايد السبسي وهو تاريخ الاعلان عن المبادرة التي نصت على مواصلة السعي الحثيث لتحقيق المصالحة الشاملة في ليبيا دون إقصاء أي طرف ليبي في إطار حوار ليبي-ليبي بمساعدة الدول الثلاث ورعاية الأممالمتحدة. وتواجه مبادرة السبسي تحديا ليبيا متعدد الرؤوس فاللواء خليفة حفتر وهو احد أطراف النزاع في ليبيا مازال مترددا في الرد على دعوة رئيس تونس التي بلغته عن طريق اكثر من قناة مباشرة وغير مباشرة اما التحدي الاخر فيتعلق بالفيتو الذي وضعه اخوان ليبيا في وجه مصر اذ دعا علي الصلابي عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المقيم في قطر، الجزائر إلى رعاية مؤتمر وطني للسلام والمصالحة في ليبيا، تماما كما فعلت السعودية مع الأطراف اللبنانية في اتفاق الطائف الشهير وهي دعوة واضحة وصريحة لاستبعاد مصر وتونس عن لعب أي دور في الازمة الليبية.