موازين القوى العسكرية في دول الشرق الأوسط ثابتة بشكل كبير منذ فترة، لم تتغير بشكل جذري، وبالطبع في المقدمة منها الدول العربية التي لا تمتلك تكنولوجيا الصناعات العسكرية ولا التصنيع الحربي بشكل كبير، ما يجعل الجيوش العربية بالكامل معتمدة على التسليح الخارجي بالاستيراد. ويعدد موقع " noonpost" أهم مصادر التسليح لأبرز الجيوش العربية من خلال آخر الصفقات العسكرية والتطويرات التي أحدثتها هذه الجيوش مؤخرا:
أولا الجيش المصري: الجيش المصري هو الجيش الأقوى عربيا طبقا لتنصيف موقع "جلوبال فاير" وثاني أقوى الجيوش في الشرق الأوسط و13 عالميا طبقا لتصنيف نفس الموقع العسكري، يعتمد الجيش المصري على مساعدات عسكرية أمريكية سنوية تقدر بمبلغ 1.3 مليار دولارا سنويا، كما يتيح التعاون الاقتصادي السياسي العسكري بين مصر والولاياتالمتحدة شراء الأسلحة الأمريكية الباهظة الثمن بأسعار أقل من السوق العالمية.
برامج التسلح المصري تعتمد بشكل شبه كامل على التسليح الأمريكي عقب الإحلال والتجديد الذي تم في العقود الأخيرة فالأسطول الجوي المصري يتكون أغلبه من طائرات F-16 أمريكية الصنع، كما أن مصر أبرمت عدة صفقات أخيرة مع الولاياتالمتحدة لشراء الطائرات الهجومية "أباتشي" التي تسلمتها مصر بالفعل وشاركت في عمليات بسيناء.
أما على الأرض تقوم مصر باستيراد الدبابة الأمريكية M1-A1 مفككة الأجزاء وتقوم بتجميعها في مصانع تابعة للقوات المسلحة المصرية.
كذلك سلاح البحرية المصري الذي اشترى من الولاياتالمتحدة في صفقة أخيرة أبرمت عام 2012 بموجبها تتسلم مصر 4 قطع من السفن الصاروخية السريعة.
هذا وقد حاولت مصر في الثلاثة أعوام الماضية الدخول إلى أسواق جديدة لشراء بعض الأسلحة، كانت أبرز الدول التي دخل الجيش المصري معها في مفاوضات هي ألمانيا لشراء غواصات ألمانية من طراز 214، كذلك يستمر الجيش المصري في عمليات التحديث للأسلحة الروسية وخاصة أنظمة الدفاع الجوي التي يمتلكها الجيش المصري ومنها المنظومة الدفاعية الروسية "سترلتس" .
مما سبق، فإن الجيش المصري يعتمد في استيراده للسلاح على قوتين رئيسيتين هما: الولاياتالمتحدةوروسيا، كما يحاول أن يدخل مجال التجميع للمعدات العسكرية عن طريق الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الانتاج الحربي.
ثانيا جيش المملكة العربية السعودية:
الجيش السعودي هو ثاني أقوى الجيوش العربية ويحتل المرتبة 25 عالميا طبقا لتصنيفات موقع "جلوبال فاير"، يوجد على الأراضي السعودية قواعد عسكرية أمريكية لأغراض دفاعية وهناك علاقات وثيقة بين قيادة الجيشين الأمريكي والسعودي، ولكن من المعروف عن الجيش السعودي هو شراؤه للأسلحة المتطورة المختلفة بصفقات خيالية، ومن أبرز هذه الصفقات التي يحتل الحليف الأمريكي طرفها الثاني غالبا صفقة الدبابات الأمريكية من طراز M1-A1 بقيمة 3 مليارات دولار، ولكن الصفقة الأضخم على الإطلاق كانت اتفاق أمريكي سعودي على توريد 84 طائرة من طراز F-15SA وشراء معدات عسكرية بقيمة 60 مليار دولارا.
لم تكتف السعودية بهذا الكم الهائل من الطائرات الأمريكية بل ذهبت لشراء 72 طائرة قتالية بريطانية الصنع "يورو بيتر تايفون" بقيمة 7.9 مليار دولار، كذلك يمتلك سلاح الجو السعودي طائرات F-15S المطورة أمريكيا، كذلك اشتركت كل من فرنسا بجانب الولاياتالمتحدة بعمل برامج تدريبية للحرس الوطني السعودي تشمل تزويده بأحدث المصفحات والأنظمة التدريبية الحديثة في صفقة بلغت قيمتها أكثر من 2 مليار دولار.
كذلك يعتمد الجيش السعودي على استيراد بعض التقنيات العسكرية الروسية في صفقات شبه دورية بين الطرفين تبلغ قيمتها مليارات الدولارات لتكون السعودية من أكبر الدول المستوردة للسلاح في الشرق الأوسط بتنوع كبير في المصادر بين الولاياتالمتحدة كشريك رئيسي وبريطانياوفرنساوروسيا ولكن بدرجات متفاوتة.
ثالثا الجيش السوري: الجيش السوري يمر بمرحلة عصيبة عقب الأزمة السورية، الجيش السوري كان من أبرز الجيوش العربية في المنطقة ويمتلك قوة عسكرية لا يستهان بها.
الجيش السوري يعتمد في المرتبة الأولى على التسليح الروسي فعقب انهيار الاتحاد السوفيتي عانت سوريا معاناة شديدة بعد أن امتنعت روسيا وريثة الاتحاد السوفيتي عن تزويدها بالسلاح مجانا كما كانت من قبل، فتوقفت سوريا عن تطوير سلاحها بشكل كبير وما إن جاء العام 2005 حتى عادت روسيا إلى حالها مع سوريا بالدخول في صفقات كبرى لإمداد الجيش السوري بالسلاح، فالصواريخ الروسية أرض-أرض ضخت بشكل كبير لسوريا والصواريخ المضادة للطائرات أيضا.
كذلك تتعاون سوريا مع كل من كوريا الشمالية ودولة إيران في تجميع الصواريخ "سكود"، سلاح الجو السوري يعتمد كليا كذلك على الحليف الروسي بطائراته الميغ بمختلف أنواعها، وهنا يظهر اعتماد القوات السورية على الكتلة الشرقية في تسليحها على النمط الروسي معتمدة في ذلك على إيران والصين وكوريا الشمالية.
رابعا الجيش الجزائري: الجيش الجزائري الذي يحتل المرتبة الرابعة عربيا من بين أقوى الجيوش العربية والمرتبة 31 عالميا دخل في طور قوة بسبب عقده للعديد من صفقات السلاح الأخيرة، أبرزها صفقة أُبرمت مع الدب الروسي بمبلغ 8 مليارات دولار لاستيراد دبابات روسية من طراز T-90 وطائرات قتالية من طراز SO-30 إلى جانب الحصول على عدة أنظمة للدفاع الجوي وطائرات إمداد
كما عقدت الجزائر صفقة مع إيطاليا حصلت بموجبها على عشر طائرات إيطالية الصنع، كذلك وقعت الجزائر مع بريطانيا صفقة تقضي ببيع 30 طائرة قتالية متعددة المهام للجزائر.
كما عمل سلاح البحرية الجزائري في الآونة الأخيرة على عقد صفقات مع الحليف الفرنسي الذي له دور كبير في تسليح الجيش الجزائري باستيراد سفن دورية عسكرية من طراز FPB-98 بجانب استيراد غواصات روسية حديثة.
بهذا تعتمد الجزائر في التسليح على اتجاه روسي أوروبي لبناء وتطوير قدراتها العسكرية التي تقدمت كثيرا في العقود الأخيرة.
خامسا الجيش الملكي المغربي: هو الجيش السابع عربيا و65 عالميا وقد تزايدت قوته في الآونة الأخيرة بعد عدة صفقات سلاح كبيرة، يعتمد في تسليحه على دولة فرنسا بشكل كبير حيث يعتبر المستورد الأول للفرقاطة البحرية فرنسية الصنع FREMM ، كذلك يعتمد على الولاياتالمتحدة في تسليح القوات الجوية بالطائرات متعددة المهام F-16.
كما أنه عقد عدة صفقات سلاح لتشمل طائرات تدريبية من طرازات مختلفة من روسياوفرنسا وإسبانيا هذا وقد غير الجيش الملكي من اعتماده التاريخي على الاتحاد السوفيتي في أمور التسليح إلى الوجهة الأوربية الفرنسية.