قالت إيزابيل رودريغيز، المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، إن مدريد راضية عن الاتفاق مع الرباط وكذا موقف بلادها الجديد بشأن قضية الصحراء المغربية، مشيرة إلى أن الهدف الرئيس بيدرو سانشيز كان الدفاع عن مصالح الإسبان بشكل عام ومصالح سبتة ، مليلية وجزر الكناري والأندلس على وجه الخصوص. ونقلت قصاصة لوكالة "أوروبا برس"، عن المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، أن الرئيس سانشيز، عندما قرر دعم مقترح الحكم الذاتي بالصحراء، كانت نيته فتح علاقة جديدة مع المغرب، وكذا لحماية "مصالح الإسبان وسبتة ومليلية وجزر الكناري والأندلس" ، على حد قولها.
وفي 18 مارس الجاري، أنهت مدريدوالرباط أزمة دبلوماسية كبيرة امتدت نحو عام بعد تغيير موقف إسبانيا من ملف الصحراء المغربية، التي بعد أن التزمت الحياد لعقود، أعلنت دعمها خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب، معتبرة أنها "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف" في الصحراء المغربية.
وبحسب المتحدثة الإسبانية، فقد حان الوقت الآن "للاحتفال" بهذه الاتفاقية لإعادة العلاقات مع دولة مجاورة مثل المغرب لمواجهة "العديد من التحديات" ، من الاقتصادية إلى الهجرة ، بما في ذلك الإرهاب"، مشددة على دور الرباط باعتبارها "جزء من حدود جنوب أوروبا".
وأوضحت رودريغيز، "نحن راضون عن هذا الاتفاق ، فهو ضروري للغاية" ، مضيفة أنه عند الحديث عن لحظات غير عادية وتغيرات في النظام الدولي ، "لا شك أن العلاقة الجيدة مع المغرب مهمة للغاية بالنسبة لإسبانيا".
وجددت رودريغيز، أن مدريد اتخذت الخطوة على غرار دول مثل فرنسا وألمانيا في الاعتراف بخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية باعتبارها الأساس الأكثر واقعية لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء، مشيرة أن حكومة سانشيز "بالطبع" تبنت هذا الموقف الجديد "في إطار الأممالمتحدة".
وفضلا عن تغيير الموقف الاسباني من قضية الصحراء المغربية يرتبط البلدان بعدة قضايا مشتركة أبرزها محاربة الهجرة غير النظامية. فالمغرب معبر رئيسي للمهاجرين، القادمين غالبا من بلدان إفريقية بعيدة، باتجاه اسبانيا القارية عبر المتوسط أو جزر الكناري عبر المحيط الأطلسي فضلا عن سبتة ومليلية المحتلتين.
كما ينتظر أن يؤدي تطبيع العلاقات بين الجارين إلى إعادة فتح الخطوط البحرية بينهما، علما أن موانئ اسبانياالجنوبية ممر رئيسي للمهاجرين المغاربة المقيمين بأوروبا في رحلات عودتهم إلى بلادهم خلال العطل الصيفية. وهي الرحلات التي استثنى منها المغرب الموانئ الاسبانية الصيف الماضي، في ظل الأزمة بين البلدين.