أجرى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، مساء أمس الأربعاء، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الجزائري عبد الملك سلال، لاحتواء أزمة تصريحات أطلقها حاكم الشارقة قبل أيام، حول تاريخ الجزائر، وخلَّفت غضباً في البلاد. ونقلت وكالة أنباء الإمارات، أن الشيخ منصور أجرى اتصالاً هاتفياً مع سلال "أشاد فيه بمتانة العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين الشقيقين، الإمارات والجمهورية الجزائرية".
وأضافت "كما نوه بدور الجزائر الرائد على الصعيدين العربي والدولي، مستذكراً النضال البطولي والمقاومة الأسطورية للشعب الجزائري الشقيق، اللذين تُوِّجا بنيل الاستقلال التام من نير الاستعمار، بعد نضال طويل مشهود قدموا خلاله مليوناً ونصف المليون شهيد".
وتابع "كان لهذا الإنجاز الكبير الدور الجوهري في إنهاء الاستعمار في عدة دول. ونوه سموه بالقيادات التاريخية التي قادت نضال الشعب الجزائري حتى تحرير البلاد".
أساس المشكلة وجاءت هذه الخطوة الإماراتية عقب ردود فعل جزائرية غاضبة من تصريحات لحاكم إمارة الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، اعتبرت مسيئة لتاريخ الجزائر، وسط صمت رسمي. موجة غضب سادت الجزائر، خلال الأيام الماضية؛ بسبب تصريحات لحاكم إمارة الشارقة، الأحد الماضي، قال فيها إن الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول (1890- 1970) قرر منح الاستقلال للجزائر، في 1962، لإرضاء الرئيس المصري الأسبق، جمال عبد الناصر (1918-1970). وحسب القاسمي: "سأل ديغول وزير ثقافته كيف أستطيع أن أكسب ود العرب الذين تُمَجِّد فيهم؟ فأجابه: بأن ترضي الزعيم العربي جمال عبد الناصر، فإذا كسبته فإنك ستكسب العالم العربي بأكمله… فسأله ديغول: كيف يمكنني أن أكسب عبد الناصر؟… فأجابه: عليك أن تعطي الجزائر استقلالها".
وواصل حاكم الشارقة سرده لهذه القصة: "قال ديغول قاصداً الجزائر: الآن عرفتهم، وعمل على استقلال الجزائر"، كما جاء في تصريحات منشورة على موقع القاسمي الرسمي. واستعمرت فرنساالجزائر بين عامي 1830 و1962، وخرجت منها تحت وطأة ثورة شعبية مسلحة بين عامي 1954 و1962.
وخلفت، حسب مؤرخين، قرابة مليون ونصف المليون ضحية، إلى جانب مئات الآلاف من المهجرين والمفقودين.
من جهة أخرى نقلت الوكالة الإماراتية الرسمية عن حاكم الشارقة اعتذاره على ما خلفته تصريحاته بالقول "إذا كان إخوتنا في الجزائر اعتبروا ذلك إجحافاً بحقهم فأنا أعتذر عن ذلك، ولهم كل الود والاحترام".
وأوضح أنا "لست جاهلاً بالتاريخ وأعرف تاريخ الجزائر جيداً، وكل ما ذكرته في معرض لندن للكتاب (مكان الإدلاء بتصريحاته الأولى) كان في معرض الحديث عن الود الذي كان بين ديغول ومورنو وزير ثقافته، وكيف أنه كان يؤثر عليه كثيراً، وربما فهم حديثي بشكل خاطئ بسبب الاختصار المخل".