أمام الاكتساح الاقتصادي الذي قام به المغرب و شمل مناطق إفريقية متعددة، من خلال الزيارات التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى العديد من الدول الافريقية، والتي أسفرت عن الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية التي دعمت تواجده الدبلوماسي والسياسي في إفريقيا، يقوم الوزير الأول الجزائري عبد الملك سلال بداية من هذا الاسبوع، بزيارات إلى العديد من الدول الإفريقية متأبطا أجندة اقتصادية و سياسية يحاول بها أن يحقق نوعا من التواجد للاقتصاد الجزائري على مستوى القارة السمراء، وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أنها زيارات تسعى الجزائر من خلالها تسويق النظرة الاستشرافية التي تضعها الحكومة الجزائرية لإعادة بعث النمو الاقتصادي الجديد ويحاول الوزير الأول الجزائري أن تشمل خريطة التعاون الثنائي المغربي في إطار الزيارات الملكية السابقة. وحسب البرنامج المسطر للزيارة، ستكون أولى المحطات هي تونس، حيث سيوقع الوزير عبد المالك سلال سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية و الأمنية تخدم مجال التعاون بين البلدين قبل أن يتوجه غلى شرق إفريقيا، حيث سيحل بإثيوبيا، يوم 14 و 15 مارس الجاري، قبل أن يتوجه بعدها إلى نيامي، عاصمة النجير ثم إلى عواصم إفريقية أخرى. و تأتي الزيارة التي يقوم بها الوزير الأول الجزائري في سياق المساعي الحثيثة التي تقوم بها الجزائر قصد تحقيق هدف احتواء الانتصار الدبلوماسي الذي حققته السياسة الافريقية التي نهجها المغرب مؤخرا، والتي أسفرت عن رجوعه السياسي إلى منظمة الاتحاد الافريقي كما سجلت الرجوع الاقتصادي القوي من خلال الاتفاقيات وحجم الاستثمارات التي جمعته بشكل ثنائي مع ما يزيد عن ثلثي دول القارة. كان الحافز القوي الذي دفع الجزائر إلى القيام بهذه الخطوة و الدفع بوزيرها الأول لهذه الجولة الافريقية هو الخطوة الاقتصادية الكبيرة التي قام بها مؤخرا المغرب، والتي طلب من خلالها مندوب المجموعة الاقتصادية لإفريقيا الغربية الإكواس أن تمنحه كامل العضوية.