كشفت المجلة المختصة في الشؤون الجزائرية " ألجيري بارت بلوس" عن علاقات تجارية تهم مجال تصدير الغاز والبترول بين الجزائر وإسرائيل، متجاوزة بذلك الخطاب السياسي الذي يعتبر "تل أبيب" عدوة ويجب قطع كل أشكال التعاون معها. وأوردت المجلة أن شركة النفط والغاز الجزائرية الوطنية "سوناطراك" قامت بتصدير ما لا يقل عن 50 ألف طن من غاز البترول المسال (جي بي إل) إلى إسرائيل.
العملية التجارية بين الجزائر وإسرائيل، يضيف التقرير، تمت عبر وسيط رئيسي في سوق الهيدروكربونات العالمي، يدعى "فيتول"، ينقل البترول المسال من ميناء وهران إلى عسقلان الإسرائيلية.
وأبرزت، أن "الشركة الجزائرية للنفط، باعت عدة شحنات من غاز البترول المسال إلى "فيتول"الذي نقله عبر سفن مستأجرة إلى إسرائيل للشركة الإسرائيلية أنابيب عسقلان إيلات، حيث استقبل ميناء أشكلون الإسرائيلي، طوال عام 2021 العديد من القوارب والسفن التي تحمل غاز البترول المسال الجزائري".
ولتفادي إثارة الشكوك في الجزائر، يقول تقرير المجلة الجزائرية، "قامت سوناطراك وفيتول بمناورات خبيثة للغاية، حيث كانت تغادر السفن ميناء أرزيو بولاية وهران ثم تتوقف في البحر الأبيض المتوسط ، غالبًا على مستوى السواحل اليونانية، قبل أن تغير اتجاهها بعد ذلك إلى عسقلان في إسرائيل".
ودعا عدد من المسؤولين في شركة سوناطراك، إلى "إعادة النظر في العقد المبرم مع الوسيط فيتول، حيث لفتوا انتباه إدارة تسويق الشركة إلى الوجهة النهائية والمثيرة للجدل لصادرات غاز البترول المسال الجزائري، خاصة وأن سوناطراك كانت قد ألغت في الماضي عقودًا مع وسطاء أعادوا بيع النفط والغاز الجزائري إلى تايوان، حتى تحافظ الجزائر على علاقاتها مع الصين".
من جانبها، أشارت مصادر من الشركة، أن "الرئيس التنفيذي توفيق هكار، طلب من خدمات الشؤون القانونية وتسويق الأعمال الحفاظ على السرية حول ملف فيتول المثير للجدل، حيث وجهت تعليمات شديدة إلى المدير التنفيذي بعدم تسريب أي معلومات تمس بالسلطات الجزائرية".
وكانت الصادرات الجزائرية نحو إسرائيل، قد عرفت خلال سنة 2020 ارتفاعا بلغت قيمته أكثر من 5 ملايين دولار، مقارنة بسنة 2019، وبأكثر من 7 ملايين دولار مقارنة بسنة 2018، وفق إحصائيات شبكة "Trademap" العالمية.
وبالرغم من أن قيمة الصادرات الجزائرية نحو إسرائيل تبقى ضعيفة، وفق تقارير مختصة، مقارنة بالعلاقات التجارية بين إسرائيل وعدد من البلدان العربية، إلا أنها تُفند ادعاءات الطبقة الحاكمة في الجزائر التي تتحدث عن قطيعة تامة مع إسرائيل.