بخلاف ما ذكره الأمين العام للأمم المتحدة أونطونيو غوتيريس، أصرت وكالة الأنباء الفرنسية على حصر نزاع الصحراء المفتعل في "المغرب" و"البوليساريو". وقالت الوكالة الفرنسية في قصاصة لها، إن "غوتيريس يطالب المغرب وبوليساريو بإظهار "اهتمام أقوى لحل مشكلة" الصحراء المغربية، إلا أن المسؤول الأممي، خلال حديثه أمس الجمعة في مؤتمر صحافي، لم يذكر لا المغرب ولا البوليساريو، مُكتفيا بدعوة "الأطراف" بصيغة الجمع، لا "المُثنى".
جميع الأطراف
وفي هذا الصدد، نبه أونطونيو غوتيريس، إلى ضرورة إظهار "أطراف النزاع" اهتماما أقوى لحل مشكل الصحراء المغربي، لا "الإبقاء على عملية لا نهاية لها دون أمل في التوصل إلى حل".
ولفت إلى أن الأمر "يتعلق بمشكل يستمر منذ عقود عدة في منطقة من العالم، نجد فيها مشاكل أمنية خطيرة جدا".
وزاد "وحيث نرى الإرهاب يتكاثر في منطقة الساحل على نحو متزايد، وبالتالي من مصلحة الجميع حل مشكلة الصحراء نهائيا".
تصريحات غوتيريس تأتي في أعقاب انتهاء أول جولة يقوم بها المبعوث الأممي للمنطقة ستافان دي ميستورا، والتي التقى خلالها مسؤولين مغاربة وجزائريين وموريتانيين، بالإضافة إلى ممثلين عن جبهة البوليساريو الانفصالية.
خطأ مهني
لحسن أقرطيط، الأستاذ الجامعي، والخبير في العلاقات الدولية، وصف في تصريح ل"الأيام24″ ما وقعت فيه الوكالة الفرنسية ب"الخطأ المهني الجسيم".
ولفت إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يذكر بلدا أو جهة بالإسم، إذ تحدث عن "الأطراف" بصيغة الجمع، وفي هذا إحالة غير مباشرة لقرار مجلس الأمن رقم 2602 الذي تحدث عن الجزائر كطرف في النزاع المفتعل.
وإذا كان الأمر كذلك، لماذا شملت زيارة المبعوث الأمميالجزائر وموريتانيا. أليس تأكيدا من المنظمة الأممية بأنهما طرفين أساسيين في هدا النزاع؟، يتساءل المتحدث.
وأكد أقرطيط أن "وكالة الأنباء الفرنسية، قد حادت عن المهنية بتصرفها هذا، وانخرطت في أجندة جزائرية محضة، داعمة للانفصال في المنطقة".
تحيز وتزوير
وشدد أقرطيط على أن استثناء الوكالة للجزائر من دائرة التفاوض فيه نوع من التحيز وتزوير الحقائق، خاصة أن كلام المسؤول الأممي كان واضحا، وشاملا لجميع الأطراف.
وزاد أن ال "ا.ف.ب" بتصرفها هذا وقعت في تناقض كبير، فكيف للأمم المتحدة أن تدعو في أكتوبر الجزائر للمشاركة في الموائد المستديرة حول الصحراء المغربية، وتأتي اليوم في يناير لتحصر النزاع بين المغرب والبوليساريو؟.
هذا التصرف اللا مهني، يقول أقرطيط، تُسيء به الوكالة إلى الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة أولا وقبل كل شيء، إذ أن مسؤولا بهذا الحجم لا يمكنه الوقوع في تناقضات من هذا النوع، وبالتالي فإنها تنسب إليه كلاما لم يقله.
وخلص المتحدث إلى أن الوكالة الفرنسية الرسمية، على غرار العديد من وسائل الإعلام الفرنسية، تمضي في تنفيذ أجندات معادية للمغرب منذ فترة، موضحا أن "هذا العداء، وصل إلى درجة فبركة التصريحات، وإخراجها من سياقاتها الأصلية، إلى أخرى تخدم هذه المصالح الضيقة".
وبدأ المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا جولته الأولى في المنطقة في 13 يناير من المغرب الذي كرر له موقفه بضرورة "استئناف العملية السياسية تحت الرعاية الحصرية" للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي إطار مسلسل الموائد المستديرة، وبحضور الأطراف الأربعة المغرب وبوليساريو والجزائر وموريتانيا.
وكانت الجزائر أعلنت "رفضا رسميا لا رجعة فيه" للعودة إلى طاولة المحادثات بصيغة الموائد المستديرة.
وزار دي ميستورا مخيمات في تندوف جنوب غرب الجزائر. والتقى الأحد زعيم بوليساريو ابراهيم غالي الذي جدد موقف الجبهة الانفصالية.
وكانت الجزائر حاولت استباق جولة المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، بإعلان قرار يخص عدم مشاركتها مستقبلا في أية مائدة مستديرة للنقاش والمفاوضات حول الصحراء المغربية.
واعتبر محللون أن زيارة دي مستورا إلى الجزائر، دليل واضح وصريح من الأممالمتحدة نفسها على تورط النظام الجزائري كطرف رئيس في الملف.