كشفت صحيفة "الكونفيدونسيال" الإسبانية، الثلاثاء، لجوء الحكومة الاسبانية إلى الملك فيليبي السادس لحل الأزمة مع المغرب، بعد استمرار الأزمة بين البلدين لأكثر من 13 أشهر دون إيجاد حل توافقي. وكتبت الصحيفة الإسبانية أنه، "بعد ثلاثة عشر شهرا من اندلاع الأزمة بين إسبانيا والمغرب ، تحركت حكومة بيدرو سانشيز ولأول مرة نحو الرمز الرئيسي فيليبي السادس لإنهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين عن طريق حوار مباشر مع ملك المغرب محمد السادس.
وزعم التقرير أن "السلطة التنفيذية الاسبانية قاومت اللجوء إلى الملك، إلا أن تمسك الرباط بالشروط المطروحة لإعادة العلاقات بين البلدين وعودة السفيرة المغربية لمدريد، جعلها تلجأ لوضع الملف على طاولة الملك فيليبي أملا في إيجاد حل توافقي مع ملك المغرب لما يجمع الأخيرين من علاقات تفاهم وتقدير متبادل.
ودعا العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، خلال خطاب ألقاه مساء أمس الاثنين في قاعة العرش بالقصر الملكي بمدريد، إلى المضي قدما جنبا إلى جنب مع المغرب لتجسيد علاقة جديدة ومتينة بين البلدين.
وأكد فيليبي السادس أنه يجب على مدريدوالرباط أن "يسيرا معا لتجسيد علاقة جديدة، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بإيجاد حلول للمشاكل التي تهم البلدين، مادام أن العلاقة مع المغرب لها طابع إستراتيجي بالنسبة لبلاده بسبب تقارب العلاقات المتعددة وقوتها.
والصيف الماضي أكد الملك محمد السادس استعداد الرباط فتح صفحة دبلوماسية جديدة مع إسبانيا، وهو ما أكده أيضا الملك الإسباني اليوم.
وجاءت دعوة العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، في حفل الاستقبال التقليدي للسلك الدبلوماسي المعتمد في إسبانيا وحضره رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ووزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون خوسيه مانويل ألباريس.
وشهدت العلاقة بين المغرب وإسبانيا أزمة على خلفية استضافة مدريد بين أواخر شهر أبريل ومطلع يونيو 2021، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي بهوية مزيفة بدعوى تلقي العلاج من كورونا، بالرغم من أنه متهم بارتكاب "جرائم حرب".
وزاد من تعميق الأزمة تدفق نحو 8 آلاف مهاجر غير نظامي منتصف ماي الماضي، بينهم قاصرون مغاربة إلى مدينة سبتة وهو ما اعتبره مسؤولون إسبان وأوروبيون محاولة من الرباط للضغط على مدريد بعد استقبالها الانفصالي غالي.
وفي ظل استمرار المغرب على مواقفه من عدم استئناف العلاقات إلا بموقف لين من إسبانيا في نزاع الصحراء المغربية، على الأقل عدم معارضة أي مبادرة ما وسط الاتحاد الأوروبي تعطي الأفضلية للحكم الذاتي، ثم إصرار إسبانيا على تصور جديد يقوم على الحصول على ضمانات من المغرب في مجالات منها الهجرة، ترى أوساط سياسية مهتمة بمستقبل العلاقات الثنائية ضرورة دخول طرف ثالث للوساطة وتقريب وجهات النظر.
هذا وقد فشلت المفاوضات السرية بين المغرب وإسبانيا والتي جرت على مستويات متعددة إذ يتشبث كل طرف بموقفه، إذ تطالب الرباطمدريد بالموافقة على مقترح الحكم الذاتي والكف عن مبادرات تعيق حشد الدعم له، إذ كانت أول دولة عارضت علانية اعتراف ترامب بمغربية الصحراء.
وفي يوليوز 2021، عين رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، "خوسيه مانويل ألباريس" وزيرا للخارجية بدلا من "أرانتشا غونزاليس لايا"، لتحسين العلاقات مع المغرب، وتدبير ملفات دبلوماسية أخرى، إلا أن كل ذلك لم يتجه في طريق الصلح.