أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم السبت، أن أي محاولة اسرائيلية للنيل من السيادة اللبنانية أو تعريض اللبنانيين للخطر ستجد الرد المناسب. وقال ميشال عون، في تصريحات نقلها موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية، إن الزمن الذي كانت فيه اسرائيل تمارس سياستها العدوانية ضد لبنان من دون رادع، قد ولى الى غير رجعة، وأن "أي محاولة إسرائيلية للنيل من السيادة اللبنانية أو تعريض اللبنانيين للخطر ستجد الرد المناسب".
وتأتي تصريحات الرئيس اللبناني، على خلفية الرسالة التي قدمها المندوب الدائم لإسرائيل لمجلس الأمن الدولي يوم 13 فبراير الجاري إثر تأكيد ميشال عون لقناة تلفزيونية مصرية أن "سلاح (حزب الله) يكمل عمل الجيش اللبناني".
وأضافت رئاسة الجمهورية اللبنانية، أن الرئيس عون شدد على أن لبنان "الذي وفى بالتزاماته تجاه الأممالمتحدة وقوتها العاملة في الجنوب، يرى في ما ورد في الرسالة الاسرائيلية الى الاممالمتحدة، محاولة اسرائيلية مكشوفة لتهديد الامن والاستقرار الذي تنعم به مدن الجنوب وقراه الواقعة ضمن منطقة العمليات الدولية، وبالتالي فهي تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي اعتداء يستهدف لبنان".
واعتبر الرئيس اللبناني أن رسالة المندوب الاسرائيلي "تشكل تهديدا للبنان"، داعيا المجتمع الدولي الى "التنبه الى ما تبيته إسرائيل من نوايا عدوانية ضد لبنان".
وأكد ميشال عون أن اسرائيل مطالبة بالالتزام بقرارات مجلس الأمن ، فهي "التي لاتزال ترفض تنفيذ القرار 1701 والانتقال من مرحلة وقف العمليات العدائية الى مرحلة وقف إطلاق النار على رغم مرور أكثر من 11 سنة على صدوره، وهي التي لاتزال تحتل أراضي لبنانية في القسم الشمالي من بلدة الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فضلا عن الانتهاكات اليومية للخط الأزرق والسيادة اللبنانية جوا وبحرا".
وكان الرئيس اللبناني قد أكد في حديث لقناة (سي بي سي) المصرية يوم 12 فبراير الجاري، قبيل زيارته لمصر يوم 13 من ذات الشهر، أنه "طالما هناك أرض تحتلها إسرائيل التي تطمع أيضا بالثروات الطبيعية اللبنانية، وطالما أن الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة إسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود هذا السلاح (سلاح حزب الله) لأنه مكمل لعمل الجيش ولا يتعارض معه (...)". وذكرت عدد من وسائل الإعلام أن إسرائيل وجهت عبر مندوبها في الأممالمتحدة داني دانون رسالة إلى مجلس الأمن والأمانة العامة في الأممالمتحدة يوم 13 فبراير، داعية فيها إلى "إلزام الحكومة اللبنانية ومؤسساتها التقيد الكامل بقرارات مجلس الأمن بما فيها نزع سلاح (حزب الله)".
وأبرزت الرسالة، بحسب المصادر ذاتها، أن تصريح الرئيس عون "يشرع نشاطات الحزب، في خرق لقراري مجلس الأمن 1701 و 1559".
وخلق تصريح الرئيس عون أيضا جدلا داخل لبنان، إذ أكد رئيس الحكومة سعد الحريري، الثلاثاء الماضي، أن "ما يحمي لبنان هو أن هناك إجماعا حول الجيش والقوى الشرعية والدولة، وفقط الدولة".
وبالمقابل، شدد سعد الحريري، بمناسبة الذكرى 12 لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، على أن "هناك خلاف في البلد، وخلاف حاد، حول سلاح (حزب الله) وتورطه في سوريا، وليس هناك توافق على هذا الموضوع، لا في مجلس الوزراء، ولا في مجلس النواب، ولا على طاولة الحوار".
و من جهته قال الأمين العام ل(حزب الله) حسن نصر الله، الخميس الماضي، "إن التهويل الإسرائيلي على لبنان والحديث عن سيناريوهات حرب ثالثة عليه مستمر".
وأضاف نصر الله في كلمة متلفزة أن هناك "الكثير من الكلام الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية والأشهر القليلة الماضية (...) عن البيئة الاستراتيجية في المنطقة "، موضحا أن محصلة كل هذا هو "التهويل المستمر على لبنان، والحديث عن حرب لبنان الثالثة وسيناريوهات هذه الحرب وما ستفعله إسرائيل بلبنان في هذه الحرب".
وبعد أن قال إن الحزب "يعلم بأن القادة الإسرائيليين يخططون لعملية وزن نوعي جديدة"، هدد نصر الله بأن لدى الحزب دائما "ما يخفيه" وأن إسرائيل "ستفاجأ بما نخفيه، وما نخفيه يمكن أن يغير مسار أي حرب".