أدانت دول عربية الخروقات الإسرائيلية في جنوب لبنان، بينما عبرت عواصم غربية عن قلقها من الاشتباكات الإسرائيلية اللبنانية. وفي الوقت الذي طالب فيه لبنان المجتمع الدولي بالضغط على تل أبيب، تقدمت الأخيرة بشكوى لمجلس الأمن الدولي وحملت بيروت مسؤولية المواجهات. عربيا جاء الموقف السوري سريعا، حيث أكد الرئيس بشار الأسد اليوم في اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني ميشال سليمان وقوف بلاده الكامل مع لبنان.وأدان الأسد "العدوان الإسرائيلي السافر" على الأراضي اللبنانية، وقال إنه يعكس قلق إسرائيل من "بوادر الاستقرار" بلبنان بعد القمة اللبنانية السعودية السورية.من جانبها أبدت مصر رفضها القاطع انتهاك سيادة الأراضي اللبنانية، وقال مراسل الجزيرة بلبنان، غسان بن جدو، إن وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط، وخلال اتصال بالرئيس اللبناني، عبر عن دعم القاهرة الكامل لبيروت، كما طالب بضبط النفس ومنع أي تدهور للموقف" مؤكدا ضرورة التزام إسرائيل بالقرار الدولي 1701. وشدد أبو الغيط على ضرورة احترام القرار ووقف الاشتباكات فورا.وأدانت جامعة الدول العربية الاعتداءات على لبنان مطالبة ضرورة تصدي المجتمع الدولي لهذه العجرفة الإسرائيلية.وقال السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام إن هذه الممارسات تعتبر خرقا إسرائيليا للحدود اللبنانية، وهو خرق مدان وغير مقبول، وهناك تقارير تفيد باستخدام إسرائيل للقنابل العنقودية، وهذا أيضا يشكل ممارسات مرفوضة ومدانة. وأشار يوسف، في تصريحات للصحفيين اليوم، إلى أن الأمين العام عمرو موسى يجري حاليا اتصالات مكثفة بالقيادات اللبنانية والعديد من المسؤولين للتعامل مع تطورات هذا الموضوع، وسيتم بحث تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي في ضوء أن هذه الممارسات تعد خرقا للقرار رقم 1701 ولابد من تعامل المجتمع الدولي مع مثل هذه الخروقات بجدية، لأن التساهل مع خرق إسرائيل القرار أدى لمزيد من العجرفة الإسرائيلية. ونددت حركة حماس اليوم الثلاثاء، بما وصفته الاعتداء الآثم الذي نفذه الجيش الإسرائيلي بجنوب لبنان. ووصف المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري، في تصريح ليونايتد برس إنترناشونال، دخول الجيش الإسرائيلي الحدود اللبنانية بأنه شكل من أشكال الزعرنة والعربدة، مضيفاً أن "الاعتداء على لبنان الشقيق يأتي استكمالاً لجرائم الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني وأبناء الأمة العربية والإسلامية". في غضون ذلك قال مراسل الجزيرة في بيروت إن الرئيس ميشال سليمان دعا المجلس الأعلى للدفاع إلى عقد جلسة طارئة برئاسته في القصر الجمهوري لبحث الموقف المستجد بعد الاعتداء الإسرائيلي في الجنوب. وذكر مكتب الإعلام برئاسة الجمهورية أن الأمين العام للمجلس الأعلى وجه الدعوات بناء على توجيهات الرئيس سليمان لأعضاء المجلس للاجتماع الطارئ. وكان لبنان قد أعلن رسميا -في بيان للجيش- مسؤولية "الغطرسة" الإسرائيلية عما وصفه بالاشتباكات الدموية التي وقعت عند الحدود بين لبنان وإسرائيل. وطالب رئيس الوزراء سعد الحريري الأممالمتحدة والمجتمع الدولي وقوات يونيفيل الدولية العاملة بالجنوب بالوقوف أمام مسؤولياتهم، والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، والكف عن انتهاكاتها، وتطبيق القرار 1701 تطبيقا كاملا. وتقدم لبنان بشكوى إلى مجلس الأمن ضد الخروقات الإسرائيلية. أما فيما يخص موقف حزب الله اللبناني من التطورات الحاصلة، فقد أفاد مراسل الجزيرة بلبنان أنه من المتوقع أن يعلن الحزب عن موقفه خلال كلمة للأمين العام حسن نصر الله في الساعة السادسة بالتوقيت العالمي. ليبرمان: سنقدم شكوى إلى مجلس ا وحملت إسرائيل الحكومة والجيش اللبنانيين مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في جنوب لبنان. وقال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان "إن هناك انتهاكات شديدة للقرار الدولي رقم 1701 بعد تبادل إطلاق النار بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني على الحدود اللبنانية". ونقل راديو إسرائيل عن ليبرمان تحذيره من "العواقب الوخيمة" التى تترتب على استمرار ذلك، متهما القوات اللبنانية بإطلاق النار على القوات الإسرائيلية. أوروبيا، أعربت فرنسا عن قلقها إزاء تبادل إطلاق النار على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وقالت مساعدة المتحدث باسم الخارجية كريستين فاج، في تصريح لها اليوم، إن بلادها تشعر بالقلق إزاء الأنباء التي تشير إلى تبادل لإطلاق النار على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان، وتقوم حاليا بالاستعلام عن الوضع بالمنطقة.