في أول تعليق له على الخطاب التاريخي الذي ألقاه الملك محمد السادس، بأديس أبابا، خلال قمة الاتحاد الإفريقي، بعد عودة المغرب، إلى عضويته، اعتبر زعيم جبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، أن الأمر كان عاديا جدا، خلال تلك اللحظة، حسب تعبيره. وكان الملك محمد السادس، خاطب نظراءه الأفارقة خلال حفل اختتام القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي بالقول، "كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب. (...) فأفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي. لقد عدت أخيرا إلى بيتي. وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد"، واعتبر الملك أن "الدعم الصريح والقوي، الذي حظي به المغرب، لخير دليل على متانة الروابط التي تجمعنا". وأضاف غالي أنها ليست المرة التي يلتقي فيها في مكان واحد مع ممثلين عن المملكة المغربية، قائلا "نحن طرفا نزاع، وقد جمعتنا مفاوضات ولقاءات سابقة على مستويات مختلفة، بما فيها مع الملك الراحل الحسن الثاني ومع الملك الحالي، حين كان ولياً للعهد". واستعاد المغرب نهاية الشهر المنصرم، مكانه في الاتحاد الافريقي إثر انسحابه في 1984 احتجاجا على قبول عضوية "البوليساريو" في هذا التكتل الذي يضم أكثر من خمسين بلدا. وفي مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة "الأخبار"، الاثنين، في مخيمات تندوف للمحتجزين الصحراويين في جنوب غرب الجزائر، اعتبر زعيم جبهة "البوليساريو"، أن انضمام المملكة المغربية إلى المنظمة القارية جرى بإجماع الأعضاء وبدون تصويت، انطلاقاً من مصادقتها، أي المملكة، بدون قيد أو شرط أو تحفظ، على القانون التأسيسي للاتحاد". وأضاف قائلا "من هنا، فإن مسؤولية الجبهة والمملكة المغربية وكل بلدان الاتحاد الإفريقي هي السهر على التطبيق الحرفي والصارم لهذه المبادئ والأهداف، أما العمل الدبلوماسي على مستوى الساحة الإفريقية فسيبقى مركزاً على تعزيز العلاقات الثنائية مع بلدان الاتحاد وخدمة أهداف إفريقيا ومصالحها ووحدتها وازدهارها، وخاصة في أفق تجسيد أجندة 2063. ولدى سؤاله حول انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، قد شكل ضربة للجبهة الانفصالية، اكتفى بالقول " المملكة المغربية هي التي غادرت منظمة الوحدة الإفريقية احتجاجاً على انضمام الجمهورية الصحراوية. والمملكة المغربية هي التي قررت الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي مع الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس في الاتحاد"، حسب تعبيره. ومن جهة أخرى، قال إبراهيم غالي إن ما وصفه ب "الاستفزاز المغربي" لا يزال قائما في منطقة الكركرات، مؤكدا أن وضعية مليشياته والقوات المسلحة الملكية المغربية "لا تزال على ما هي عليه، لا تزيد المسافة الفاصلة بينهما عن 120 متراً". وأضاف غالي، أن جبهته لا تزال تنتظر "قيام الأممالمتحدة بواجبها في وقف الانتهاك المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار، وعودة الوضعية على الأرض إلى ما كانت عليه قبل يوم 11 غشت 2016"، حسب تعبيره. ويرأس ابراهيم غالي جبهة بوليساريو منذ يوليوز 2016 خلفا لزعيمها محمد عبد العزيز الذي توفي في ماي.