لا زالت تداعيات تقديم المغرب لطلب رسمي للانضمام للاتحاد الافريقي وقضية الكركرات، يندران بردود أفعال من قبل خصومه السياسيين، إذ لم يتجرعوا بعد مرارة هذا الطلب ولا مرارة تعبيد المغرب لطرق منطقة الكركرات بالصحراء المغربية. ففي سياق ردود هذه الأفعال كشفت مصادر إعلامية تابعة لجبهة البولساريو أن رئيس جمهوريتهم المزعومة، ابراهيم غالي هاجم المغرب هجوما لاذعا وأكد أن الدولة الصحراوية في الاتحاد الافريقي ستبقى محفوظة وأن ما يدعيه، وما يدعيه المغرب مجرد غوغاء إعلامية.
وأضاف موجها سيلا من الانتقادات إلى المغرب، أن المغرب يعيش -حسب تعبيره- عزلة سياسية غير مسبوقة وأزمات داخلية خانقة دفعته إلى التهور والقيام بخطوات غير محسوبة من خلال محاولة ربط عودته للاتحاد الإفريقي بطرد الدولة الصحراوية وخرقه اتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة الكركرات.
واستطرد قائلا أن الخطوة الأخيرة استلزمت تصدي جبهة البوليساريو لهذا الخرق ومنع مواصلة أشغال تعبيد الطريق الذي تم بطريقة غير قانونية ، وسط تجاهل منظمة الأمم لهذا التصعيد المغربي، داعيا إياها لتحمل مسؤولياتها عوض أن تضع نفسها مكان العدو من خلال اقتراحها بالتكفل هي نفسها بتعبيد الطريق، مع تأكيده ارتياح البولساريو لرأي المدعي العام للمحكمة الاوروبية الذي أقر بحق الصحراويين في تقرير مصيرهم.
ويشار أن المغرب قرر الانضمام للاتحاد الافريقي بعد 32 سنة من الغياب وانتهاج سياسة المقعد الفارغ، وكان انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الافريقية سنة 1984 بقرار من الملك الراحل الحسن الثاني احتجاجا على دخول الجمهورية الصحراوية المزعومة و إعطائها كامل الحقوق في منظمة الوحدة الافريقية.