قبل قرار المغرب القاضي بالإنسحاب الأحادي الجانب من منطقة « الكركرات » يوم الأحد 26 فبراير المنصرم، كانت المنطقة منذ غشت 2016 مسرحا لمجموعة من الأحداث التي أعادت قضية الصحراء المغربية إلى واجهة الأحداث، وخصوصا بعد أن باشر المغرب حملة وصفت ب « التطهيرية » ضد أباطرة التهريب بالمنطقة الذين ينشطون بين المغرب وموريتانيا. تقع « الكركارات » وهي منطقة جغرافية صغيرة على بعد 11 كم من الحدود مع موريتانيا وعلى بعد 55 كم من المحيط الأطلسي، وتعد منفذا بريا رئيسيا يجمع المغرب بموريتانيا، ويملك المغرب مركزا حدوديا في الكركارات »، يمثل هذا المركز آخر نقطة من منطقة الصحراء التي تخضع للنفوذ المغربي. لا يتعدى طول المنطقة سوى 3.7 كيلومترا حددتها الأممالمتحدة بناء على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المملكة « المغربية وجبهة البوليساريو في 6 سبتمبر 1991، كمنطقة عازلة فاصلة بين ميليشيات البوليساريو الانفصالية والقوات الملكية المغربية المتمركزة خلف الجدار الرملي الذي شيدته المغرب بعد وقف الاتفاق على وقف إطلاق النار. فبراير. كوم ترصد في هذا التقرير أهم الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ غشت الماضي وانتهت بانسحاب المغرب من منطقة « الكركرات ». 14 غشت 2016 : المغرب يقود حملة ضد شبكات التهريب بالكركرات كشف بلاغ صادر عن ولاية الداخلة- وادي الذهب أن الحدود بين المغرب وموريتانيا، وبالتحديد في منطقة « الكراكرات »، تعرف حملة تقودها المصالح الأمنية والجمارك للحد من أنشطة التهريب والتبادل التجاري غير القانوني، مؤكدا أن الحملة أسفرت عن تطهير المنطقة من مختلف أشكال التجارة غير المشروعة والمتورطين فيها، وقام خلالها المغرب بتعبيد سبعة كلم من الطريق الرابط بين الحدود المغربية الموريتانية و تطويقها بالسياج وذلك بالتنسيق وموريتانيا. 15 غشت 2016 : البوليزاريو تعبر عن انزعاجها من حملة المغرب ب « الكركرات » بعد يوم من الحملة التطهيرية التي قادتها السلطات المغربية بمنطقة « الكركرات » ضد أباطرة التهريب والتجارة غير القانونية، بعث زعيم « البوليزاريو »، ابراهيم غالي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة « بان كيمون » حذر من خلالها من تفاقم الأوضاع بالمنطقة بما لايخدم قرار وقف إطلاق النار بين الطرفين. ودعا غالي في نفس الرسالة بان كيمون إلى « التحرك العاجل لاتخاذ الإجراءات العقابية الفورية أمام حشد القوات المغربية في الصحراء، والذي تجاوز الجدار العسكري المغربي، وذلك في منطقة الكركرات، التابعة لقطاع بئر قندوز(قطاع الناحية العسكرية الأولى) »، معتبرا أن ما قام به المغرب ب « الكراكرت » يشكل استفزازا وخطوة تصعيدية تهدد بشكل جدي جهود التسوية لملف الصحراء، على حد تعبيره. 17 غشت 2016 : بان كيمون يرد على احتجاج « غالي » لم يتأخر رد الأممالمتحدة على رسالة غالي، بحيث بعد ساعات قليلة من المراسلة التي عبر من خلالها زعيم عن احتجاجه على الحملة التطهيرية التي باشرها المغرب ب « الكركرات »، أكدت الأممالمتحدة عبر مكتب المينورسور في مخيمات « تندوف » أن العملية التي تقوم بها السلطات المغربية، تمت بموافقة موريتانية، وكذا بإذن من الأممالمتحدة، وذلك بالنظر للتهديدات الأمنية لهذه البؤرة الحدودية التي تحولت في السنوات الأخيرة لمنطقة خارج السيطرة يتم الترويج بها لبعض الأعمال غير الشرعية كتهريب السيارات و تزوير وثائقها. 8 شتنبر 2016 : بان كيمون يحذر من احتمال نشوب مواجهة مسلحة بين بين المغرب والبوليساريو بعد أسابيع قليلة، حذرت الأممالمتحدة من الأوضاع المتوترة بمنطقة الكركرات، مشيرة أن المنطقة تشهد احتقانا خطيرا نتيجة التقابل الحاصل بين القوات المغربية وقوات البوليساريو الانفصالية والتي أصبحت وجها لوجه معها وعلى بعد 120 مترا وهو ما ينذر باحتمال وقوع مواجهة بين الطرفين. وكشف ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأممالمتحدة في تصريحات صحافية أن المسلحين العسكريين يتمركزون في مواقعهم على بعد نحو 120 مترا من بعضهم البعض رغم جهود وساطة تقوم بها بعثة الأممالمتحدة في الصحراء، مضيفا بأن الأممالمتحدة تخشى استئناف المعارك، مع مخاطر انعكاسات إقليمية. وأوضح دوجاريك بأن بعثة الأممالمتحدة نشرت مراقبين عسكريين بين الطرفين من أجل الحوار مع الجانبين ومع الدول المعنية مباشرة للنصح بضبط النفس وتحديد إمكانيات حل هذه الأزمة. 14 شتنبر 2016 : انتهاء الحملة ضد أباطرة التهريب بالكركرات انتهت الحملة ضد التهريب والمهربين ب « الكركرات » التي استغرقت حوالي شهر ومكنت من الحد من أنشطة المهربين ما بين المغرب وموريتانيا وخصوصا في ظل التحديات الإرهابية التي تواجهها منطقة الساحل والصحراء. 13 دجنبر 2016 : البوليساريو تجرب سلاح الإستفزاز دشن مقاتلو جبهة البوليزاريو أولى أعمالهم الإستفزازية وذلك من خلال تشييد موقع عسكري على مقربة من منطقة الكركرات، وعلى مسافة قريبة جدا من الجيش المغربي، وقد تم ذلك بالموازاة مع الجهود التي كانت تقوم بها الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس لإسترجاع مقعده بمنظمة الإتحاد الإفريقي التي غادرها سنة 1984 احتجاجا على حصول « الجبهة » على العضوية الرسمية بداخلها. 26فبراير 2017 : المغرب ينسحب من « الكركرات » أعلن المغرب انسحابه أحادي الجانب من منطقة « الكركرات » بناء على تعلميات ملكية بعد الإتصال الذي جمع الملك محمد السادس بالأمين العام الأممي انطونيو غوتيريس يوم 24 فبراير الجاري. وكشف بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن المملكة المغربية أخذت علما، باهتمام، بالتصريح الصادر، يوم السبت 25 فبراير 2017، عن المتحدث باسم الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بشأن الوضعية الخطيرة في منطقة الكركارات بالصحراء المغربية. وأشار ذات البلاغ أنه، بتعليمات من الملك، وبهدف احترام وتطبيق طلب الأمين العام بشكل فوري، ستقوم المملكة المغربية، ابتداء من اليوم، بانسحاب أحادي الجانب من المنطقة.