* كريم بوخصاص المؤكد أن «الأصالة والمعاصرة» اليوم ليس هو «الأصالة والمعاصرة» بالأمس، فالحزب الذي ولد بملعقة من ذهب في فمه سنة 2008 وظل يوصف على امتداد عشر سنوات ب»حزب الدولة» الذي يرفع شعار «محاصرة الإسلاميين»، يعيش اليوم واقعا مختلفا، خاصة بعد تغيير خطابه وقيادته واستثماره كل الجهد منذ مجيء عبد اللطيف وهبي في إقناع الطبقة السياسية بتخليه عن ماضيه السيء الذكر، خاصة بعد أن تخلى عن الشعار الذي تبناه منذ تأسيسه، وظهور بوادر عن رفع جهات يدها عنه. ورغم هذه التحولات الفكرية والتصورية التي يعيشها «البام» فإنه يمتلك عناصر قوة تجعله مرشحا لتحقيق المفاجأة والفوز بالانتخابات التشريعية التي ترفض أن تصطبغ بلون «التراكتور» منذ ميلاده، والمتمثلة في بناء الهيكل التنظيمي للحزب على أسس متينة وتجاوز العشوائية التي كانت تحكم تدبير الحزب في المراحل السابقة، واستمرار رهانه على «الأعيان» ذوي النفوذ لاستمالة الناخبين. ويدخل الأصالة والمعاصرة انتخابات 8 شتنبر مستفيدا من تقدمه في انتخابات 2016 «افتراضيا»، حيث أن إعادة إحصاء نتائج الانتخابات في الدوائر ال92 عبر التراب الوطني استنادا إلى القاسم الانتخابي على أساس المسجلين في اللوائح الانتخابية بدل الأصوات الصحيحة تعطيه الصدارة، على حساب العدالة والتنمية، إذ إنه سيكسب خمسة مقاعد في بعض الدوائر الحضرية. ولعل هذه النقطة هي ما انتبهت إليه قيادة البام حين سارعت إلى الدفاع عن القاسم الانتخابي الجديد، واستمرت في تقديم مرشحين من ذوي النفوذ أملا في تحقيق ما عجزت عنه القيادات السابقة التي منيت بالهزيمة تلو الأخرى أمام حزب الإسلاميين. ورغم أن البعض من داخل الحزب يخشى من تأثير استمرار تعطيل المجلس الوطني بفعل جائحة كورونا وعدم انتخاب المكتب السياسي، على قدرته التنظيمية في تدبير المعركة الحاسمة يوم 8 شتنبر، إلا أن وهبي ورفاقه يَبدون أكثر إصرارا على تحقيق الانتصار، مؤكدين أن الحزب جاهز لتحقيق انتصارات في كل الدوائر الانتخابية سواء الحضرية أو القروية، وتكرار إنجاز 2016 حين فاز الحزب ب6 مقاعد في الأقاليم الجنوبية كأفضل نتيجة حققها حزب سياسي.