فتحت حرائق غابات الجزائر نقاشا غير اعتيادي في المغرب بخصوص ترسانة المملكة لمحاربة النيران التي تندلع فجأة وتنتشر بسرعة الضوء في مساحة غابوية تشكل تقريبا 14 في المئة من التراب الوطني. المعطيات المتوفرة تؤكد أن المغرب يتوفر على خمس طائرات من طراز" canadair cl 415 "، دخلت الخدمة أول مرة سنة 2011 وساهمت في إخماد حريق شب بغابة في الجماعة القروية إكسان بالناظور، تم حينها الاستعانة بطائرتين "كنادير" و3 طائرات "تيربو تراش" تابعة للدرك الملكي وطائرة "سي 130".
وكانت القوات المسلحة الملكية اقتنت 5 طائرات من نوع "كنادير"، من كندا، تتميز بفعالية وسرعة التدخل للحد من انتشار الحرائق، تسلمت منها طائرتين هذه السنة، على أن تتسلم الثلاثة المتبقية خلال السنة المقبلة، بعد الانتهاء من تجهيزها.
تبلغ حمولة هذه الطائرة 6 أطنان من الماء، تتميز بقدرتها على البقاء محلقة لمدة 3 ساعات دون توقف، وإمكانية تزودها بالمياه دون الهبوط على اليابسة، ويمكنها التزود بالمياه من أقرب سد أو بحيرة أو من البحر، في حال ما إذا لم يكن هائجا، وكذا من الوديان الكبرى وتستغرق العملية وقتا قصيرا جدا يسهل مهمة التدخل السريع.
أما بالنسبة للكلفة المالية، نجد في الضفة الأخرى عند الجمهورية الفرنسية تقريرا لمجلس الشيوخ الفرنسي يقول إن البلاد ستكون مضطرة لصرف ميزانية تتراوح بين 60 و160 يورو لتجديد الأسطول والصيانة.
ويقول التقرير ذاته إنه ما تقادم الطائرة تصل كلفة الساعة الواحدة من التحليق ما قيمته 8 آلاف أورو أي أزيد من 84 ألف درهم مغربي.
ونجد في الموقع الرسمي لقطاع المياه والغابات التابع لوزارة الفلاحة أن الدّراسات التي تهمّ حرائق الغابات بالمغرب كشفت أنّه خلال 50 سنة الماضيّة (من 1960 إلى 2009) تمّ تسجيل 129112 حريق أتلف ما يناهز 142.292 هكتار من الغابات، أي ما يعادل 2986 هكتار خلال كل سنة. وقد سجّلت أعلى نسبة سنة 1983 (11.289 هكتار) وأدنى نسبة 1983 (503 هكتار). تشكّل هذه المساحة ما معدّله سنويا % 0.05 من مجموع المساحة المشجّرة داخل البلاد.
ويعتبر عدد الحرائق ومساحة الأراضي المتلفة بسبب الحرائق بالمغرب مرتفعا نسبيّا بمراعاة معدّل التشجير الضعيف بالبلاد، وكذلك بسبب جفاف المناخ والإكراهات التي تصعّب من عمليّة إعادة تشكيل المناطق المشجّرة (التشجير، والتخليف…).