* رضوان مبشور على هامش التسخينات الحزبية للانتخابات العامة، ارتأينا أن نضع الرياضة تحت مجهر السياسة لنفهم جزءا مما يجري في حملات التأثير. ويقول عالم الاجتماع لوي ألتوسير إن "الرياضة أصبحت بمثابة جهاز الدولة الإديولوجي الفعال"، وهو يتحدث في أحد تحليلاته عن الزواج العرفي الحاصل بين الرياضة والسياسة في فرنسامسقط رأسه. في المغرب، لا يبدو أن الأمر مختلف، فعلى الدوام ظلت السياسة والرياضة وجهان لعملة واحدة، غير أن هذه العلاقة الجدلية بينهما عرفت مجموعة من التحولات، ففي القرن الماضي ظل القصر هو المحتكر الحصري للرياضة، وكل الانتصارات الرياضية تنسب إلى "الرياضي الأول". وظل رجالات القصر ومن يدور في فلكهم هم من يترأسون مختلف الجامعات الرياضية والفرق الرياضية، بينما في العقدين الماضيين، وجدت الأحزاب السياسية ملاذها في الفرق الرياضية – خاصة كرة القدم – لتلميع صورتها واستغلال الجماهير ك"خزان انتخابي"، ليتحول جزء من الصراع السياسي اليوم من اللقاءات الحزبية وجرائد الأحزاب إلى البساط الأخضر للملاعب الرياضية. السياسة والرياضة، وجهان لعملة واحدة، ففي الكثير من المرات يستعمل السياسيون الرياضة كعامل للاستقطاب أو وسيلة لإلهاء الجماهير الشعبية، وقد حدث هذا في القرن الماضي، ويمكن أن نجد له العديد من التمظهرات في جميع بلدان العالم بدون اسثناء. هذا الزواج العرفي نجده كذلك في المغرب، وبالعودة إلى التاريخ نرى كيف أن المؤسسة الملكية كانت تعتبر على الدوام الحقل الرياضي ضمن مجالها المحفوظ المحتكر لها دون غيرها، وبنظرة إلى الجامعات الرياضية المغربية سنجد أن اسمها هو «الجامعة الملكية المغربية» وهو ما يحمل في طياته الكثير من الرسائل والدلالات. أكثر من ذلك، ففي عهد الملك الراحل الحسن الثاني سيتم استغلال الرياضة بشكل كبير جدا، خاصة بعد الانقلابين العسكريين لسنتي 1971 و1972. فحسب الدكتور لحسن بروكسي، صاحب كتاب «حياتي، الحسن الثاني وإدريس البصري»، عمل المغرب على الاهتمام بشكل أكبر بالحقل الرياضي كمتنفس للمغاربة، ولمواجهة المد الكبير للأحزاب السياسية التي تغلغلت داخل الجامعات وأسست الحركات الطلابية والتلاميذية، وامتلكت صحفا عديدة تؤثر بها على الوعي الشعبي للمغاربة الذي بدا يتنامى بعد الاستقلال. هذا الاهتمام كذلك، بحسب الدكتور منصف اليازغي، صاحب كتاب «السياسة الرياضية في المغرب»، سيتنامى بعد خسارة منتخب كرة القدم المغربي بالدار البيضاء أمام نظيره الجزائري يوم 9 دجنبر 1979 في ذهاب تصفيات الألعاب الأولمبية التي جرت نهائياتها بموسكو سنة 1980 بحصة خمسة أهداف لواحد، حيث كانت هذه النتيجة كافية لتحريك ردة الفعل لدى المؤسسة الملكية التي راهنت كثيرا على هذه المباراة لتجاوز الحاجز النفسي الذي نشأ منذ الخلاف السياسي والدبلوماسي حول مصير الصحراء، قبل أن يزيد من إذكاء وتعميق الخلاف طرد أزيد من 300 ألف مغربي من الجزائر، ولذلك فقد ترأس الملك الحسن الثاني يوم 7 يناير 1980، أي بعد حوالي شهر تقريبا على المباراة (هزيمة المغرب أمام الجزائر)، جلسة عمل بحضور أعضاء الحكومة لدراسة مشكل كرة القدم بصفة خاصة ومشاكل الرياضة بصفة عامة. ومن خلال هذه الجلسة عين الملك لجنة وطنية مهمتها دراسة المشاكل المتعلقة بكرة القدم وتهيئ الفريق الوطني لخوض المباريات الدولية المقبلة، كما أعطى تعليماته «بغية إعادة النظر في الشكل الحالي لسير البطولة وتجديد هياكل وأنظمة كرة القدم بالمغرب». وضمت اللجنة حينها شخصيات حكومية سياسية وعسكرية، من ضمنها وزير العدل المعطي بوعبيد وكاتب الدولة في الداخلية إدريس البصري ووزير التربية الوطنية وتكوين الأطر عز الدين العراقي، ووزير الشبيبة والرياضة عبد الحفيظ القادري، ونائب رئيس البرلمان أحمد العكسي، والكولونيل حسني بنسليمان. وكانت وزارة الشبيبة والرياضة قد أعلنت قبل ذلك عن تشكيل لجنة مؤقتة لتدبير شؤون الجامعة مكونة من فضول بنزروال وعبد الرحمان البكاوي وبلحسين وجنان والعمري. بعد تعيين اللجنة – كما نقرأ في كتاب «السياسة الرياضية في المغرب» – بدا واضحا أن الملك الراحل الحسن الثاني سيبسط سيطرته على الحقل الرياضي خاصة ما يتعلق منه بكرة القدم، غير أن هذه السيطرة امتدت إلى درجة تسمية مدرب المنتخب وتحديد تشكيلته ورسم خططه التكتيكية، وقبل ذلك كان الملك الراحل عندما كان وليا للعهد سببا مباشرا في تأسيس فريق الجيش الملكي رغم خرقه للقانون، بعدما قرر إدراجه ضمن البطولة الوطنية، ضدا على القوانين التي تقضي بأن يخوض أي فريق حديث النشأة منافسات القسم الشرفي، لكن الحسن الثاني قرر إقحامه مباشرة في القسم الثاني سنة 1958، كما تدخل في كثير من المناسبات في رسم خطط المنتخب الوطني المغربي ونادي الجيش الملكي إلى درجة أنه أمر في كثير من الأحيان بإخراج لاعب من المباراة وإدخال آخر.
الحسن الثاني يدفع برجالاته لرئاسة الجامعات الرياضة والأندية الكروية
كان لافتا أن الملك الراحل الحسن الثاني، العاشق الولهان للرياضة، عمد إلى الدفع بمجموعة من رجالاته لتسيير مختلف الجامعات الرياضية والأندية – خاصة كرة القدم – بغرض الدفع بها وإعادة هيكلتها ثم قطع الطريق أمام الفاعلين السياسيين خاصة من أحزاب «الاستقلال» و»الاتحاد الوطني للقوات الشعبية» ومختلف أحزاب اليسار للتغلغل فيها، ولذلك يمكن أن نجد مجموعة ممن ينتمون إلى دائرته الضيقة على رأس أندية رياضية كبيرة. ففريق نهضة سطات الذي وضع على رأسه وزير الداخلية القوي إدريس البصري، استطاع أن يزاحم الكبار ويتأهل في مناسبتين إلى نهائي كأس العرش، رغم أنه لم يحالفه الحظ للفوز بأي لقب، غير أنه يحسب له المساهمة في تنمية مدينة سطات عن طريق الرياضة، بعدما كانت إلى حدود ستينيات وسبعينيات القرن الماضي مجرد قرية كبيرة تنتحل صفة مدينة. ويمكن أن نجد كذلك الجنرال محمد المديوري، الحارس الشخصي للملك، مساهما في الحقل الرياضي، فبالإضافة إلى رئاسته لسنوات للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، فقد ترأس فريق الكوكب المراكشي وفاز معه بألقاب للبطولة الوطنية و4 كؤوس للعرش وكأس الكؤوس الإفريقية ضد النجم الساحلي التونسي (1996)، كما طور الفريق بشكل كبير خاصة على المستوى المادي، حيث كان هو أول فريق مغربي يعتمد اللوحات الإشهارية في ملعبه، قبل أن تتبعه باقي الفرق الرياضية. وفي سيدي قاسم، نجد الجنرال أحمد الدليمي، الراعي الرسمي لهذا الفريق، الذي ترأسه منذ العام 1969 وظل يدعمه إلى حين وفاته يوم 22 يناير 1983. ورغم أن الفريق لم يفز بأي لقب منذ تأسيسه سنة 1927، غير أنه كان قريبا من تحقيق كأس العرش في ثلاثة مواسم (1974 – 1976 – 1980)، كما أنه خاض في عهده نهائي كأس المغرب الكبير. وكان يعرف على الدليمي توفيره جميع الإمكانيات المادية لفريق مدينته الصغيرة، بما فيها أحيانا تساهل الحكام وغض الطرف عن الكثير من التجاوزات التي عادة ما كانت تطبع مباريات الفريق القاسمي، كما كان من السهل توظيف اللاعبين في أجهزة الأمن ووزارة الداخلية، غير أن هذا الفريق اندحر مباشرة بعد وفاة الدليمي وظل يترنح ما بين أقسام الهواة، أو القسم الوطني الثاني في أحسن الأحوال. فريق الرجاء البيضاوي بدوره، ظل لسنوات يحكمه بعض المقربين من الملك الراحل الحسن الثاني، في شخص المعطي بوعبيد، المحامي ووزير العدل والوزير الأول، ورئيس حزب «الاتحاد الدستوري» الذي يوصف بأنه الحزب الإداري المقرب من القصر، حيث ترأس المعطي بوعبيد الفريق الأخضر لسنوات، وبعده ظهر رجالات دولة آخرون على رأسه على غرار عبد اللطيف السملالي وزير الشباب والرياضة في حكومتين. أما فريق الجيش الملكي فظل على الدوام يتم تسييره من طرف جنرالات المؤسسة العسكرية، فبعدما ترأسه الحسن الثاني وهو ولي للعهد الذي تولى تسييره في العام 1961 جاء بعده المهدي بلمحجوب إلى غاية سنة 1979 التي تولى فيها الجنرال حسني بنسليمان رئاسة الفريق العسكري، قبل أن يترك منصبه في العام 2018 بعد إقالته من أعلى هرم الدرك الملكي، ليخلفه الجنرال دوكور دارمي محمد حرمو.
كيف خرجت من سلطة القصر إلى الاستغلال السياسي للأحزاب
لنعد 5 سنوات إلى الوراء، وبالضبط إلى العام 2015، لنتذكر عندما وجه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع تحذيرا مباشرا وعلنيا إلى رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، متهما إياه ب»التدخل السياسي في كرة القدم»، وقال حينها في تصريح شهير بنبرة قوية وصارمة: «لن يسمح لأي شخص مهما كان، ومهما كانت صفته ومنصبه بأن يستغل سلطته السياسية في الميدان الكروي المغربي». فوزي لقجع الذي يقال في تلك الفترة أنه كان مقربا من رئيس حزب «الأصالة والمعاصرة» إلياس العماري وسانده ليصبح رئيسا لجهاز الكرة، هاجم رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، دفاعا عن رئيس نادي الوداد البيضاوي، سعيد الناصري، وهو برلماني ينتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، عندما اتهمه ب«البلطجة» وقال في حقه في لقاء حزبي: «… عندما أسمع أن البلطجية ذهبوا ليسيروا فريق الوداد، أستغرب كيف جاؤوا للوداد؟ هل عن طريق السيوف أو الحجارة». غير أن البعض يقول إن فوزي لقجع نفسه لم يسلم من البوليميك، فالكل يتذكر عندما ألغى الاتحاد الدولي لكرة القدم في العام 2014 انتخابه رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بسبب عدم الالتزام ببعض قوانين وتوجيهات «الفيفا» التي تفرض وجود شفافية كبيرة، بعدما تقدم لرئاسة الجامعة ك «مرشح وحيد»، قبل أن يعاد الجمع العام مرة أخرى وينتخب لقجع بطريقة أخرى تحترم في «إخراجها» التزامات ال «فيفا»، دون أن ننسى أن اسم فوزي لقجع ظل قريبا ببعض الأحزاب السياسية، فقبل العام 2016 كان اسمه قريبا من حزب «الأصالة والمعاصرة» أما اليوم فأصبح أقرب إلى حزب «التجمع الوطني للأحرار» والعهدة على المتتبعين. في كل الأحوال، فصراع فوزي لقجع وعبد الإله بن كيران في 2015 لا يمكن أن نفسره بشكل سطحي، فخلفيات التصريحين معا يمكن أن نجد لهما جوابا في الصراع السياسي الدائر حينها بين «العدالة والتنمية» و«الأصالة والمعاصرة»، خصوصا أن التصريحين تزامنا مع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية والجهوية لسنة 2015 والتشريعية لسنة 2016، وبالتالي فخلفية صراع لقجع وبن كيران تكمن في ما هو أعمق، وبالضبط في استغلال السياسة في الرياضة. فإذا كان حزب «العدالة والتنمية» يتلقى انتقادات كبيرة تتهمه باستغلال الدين و«ما قاله الله وما قاله الرسول» واستغلال المبادرات الإحسانية في تلميع صورته أمام الرأي العام، فإن استثمار مجموعة من الأحزاب السياسية في الأندية الرياضية لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد، خصوصا مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية المحلية والتشريعية. وإذا تحدثنا في بداية هذا الملف عن كيف ظل القصر يستغل الرياضة سياسيا خاصة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، فمنطق اليوم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الرياضة أصبحت مجالا خصبا للصراع السياسي وتصفية الحسابات وتعبئة الجماهير الرياضية خدمة لأجندات سياسية. وهكذا، وكما سنرى في بقية هذا الملف، فقد أصبحت جميع الأندية الرياضية المغربية – خاصة في كرة القدم – خزانا جماهيريا لا ينضب، يراهن عليه السياسيون لتلميع صورتهم وكسب ود الجماهير، إلى درجة أن الرياضة أصبحت مع هذا المد الحزبي تفقد جوهرها ونبلها وعمقها، حيث بات الواقع الرياضي للبلد يعكس بشكل كبير واقع السياسة فيه.
تقنوقراط البطولة الوطنية
إذا كان رؤساء غالبية أندية البطولة الوطنية في قسمها الأول لها رؤساء بقبعات أحزاب سياسية، فهناك مجموعة من الأندية الأخرى ممن يوجد على رأسها تكنوقراط، هم في أغلب الحالات رجال أعمال ونافذون، ولو أن بعضهم مقربون من العديد من الأحزاب السياسية. فعلى رأس فريق الفتح الرباطي نجد حمزة الحجوي وهو مدير بصندوق الإيداع والتدبير، المؤسسة المحتضنة للفريق الرباطي، علما أن الفتح يسيره منذ أزيد من عقد من الزمن السكرتير الخاص للملك محمد منير الماجيدي، وهو اليوم رئيسه الشرفي، وقد تعاقبت على تسييره في العقد الأخيرة شخصيات كبيرة على غرار علي الفاسي الفهري، المدير العام الحالي للهولدينغ الملكي «مدى». وعلى رأس فريق المغرب التطواني نجد تقنوقراطيا آخر، وهو محمد رضوان الغازي، أحد أشهر رجال الأعمال بالمدينة، الذي خلف عائلة أبرون التي قامت بتسيير الفريق لسنوات، علما أن أشرف أبرون، يترشح بألوان حزب «الاستقلال». في آسفي، نجد أنور دبيرة التلمساني، وهو إطار إداري عال يشغل منصب رئيس لقسم العمل الاجتماعي بولاية جهة مراكشآسفي، ولا يعرف عنه قربه من أي حزب سياسي، ولذلك يمكن إدراجه ضمن التكنوقراط. وعلى رأس الدفاع الحسني الجديدي نجد عبد اللطيف المقترض، ولا يعرف عنه هو الآخر ارتباطه بأي لون سياسي، علما أنه يشتغل طبيب للأسنان. وفي المغرب الفاسي العائد حديثا إلى القسم الوطني الأول نجد إسماعيل الجامعي غزلاني وهو رجل أعمال ينتمي إلى عائلة فاسية عرفت بحبها للفريق الأصفر، حيث أن عمه بوشتى الجامعي سبق له أن ترأس الفريق في العام 1992. أما بخصوص فريق الجيش الملكي فيبقى حالة خاصة، فمن يترأس الفريق بشكل رسمي هو الجنرال دوكور دارمي محمد حرمو، الذي ورث قيادة الدرك الملكي عن الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، الذي ترأس بدوره الفريق العسكري لسنوات عديد.
حزبا «الأحرار» و«الأصالة والمعاصرة» يسيطران على غالبية الأندية الرياضية
الرجاء البيضاوي.. الترحال السياسي من «الاتحاد الدستوري» إلى «الأحرار»
على مدى سنوات ظل فريق الرجاء البيضاوي محسوبا على حزب «الاتحاد الدستوري»، بحكم تعاقب مجموعة من أسماء هذا الحزب على رئاسة الفريق، على غرار المعطي بوعبيد الذي كان وزيرا أول وقبلها وزيرا للعدل، ثم عبد اللطيف السملالي الذي شغل منصب وزير الشباب والرياضة في حكومتي بوعبيد في الثمانينات وكريم العمراني في التسعينات، وبعدها ترأس فريق الرجاء البيضاوي عضو آخر محسوب على حزب «الحصان» وهو المحامي عبد الله الفردوس، والد وزير الشباب والرياضة الحالي عثمان الفردوس. اليوم أصبح الوضع مختلفا، فاختراق حزب «التجمع الوطني للأحرار» للفريق البيضاوي أصبح أمرا لا ينكره أحد، ففي السنوات السبع الماضية تعاقب على هذا الفريق كل من محمد بودريقة، العضو الحالي للمكتب السياسي للأحرار، وسعيد حسبان الذي ترأس مقاطعة الفداء درب السلطان بألوان حزب الحمامة، كما أننا نجد أسماء عدد كبير من منخرطي الرجاء في الانتخابات سوءا المحلية أو التشريعية. وأكثر من ذلك، تترد أخبار تؤكد أن رئيس حزب «الأحرار» السابق صلاح الدين مزوار بات قريبا من رئاسة الرجاء البيضاوي في الجمع العام المقبل، وهو بالمناسبة واحد من منخرطي الفريق ومحبيه رغم أصوله المكناسية.
الوداد البيضاوي.. قلعة صامدة ل«الأصالة والمعاصرة»
بالمقابل، نجد أن حزب «الأصالة والمعاصرة» أصبح هو المسيطر منذ قرابة 7 سنوات على فريق الوداد البيضاوي، في شخص سعيد الناصري، برلماني حزب «البام» وأحد المقربين من رئيس الحزب السابق إلياس العماري. سعيد الناصري ذو طموح كبير، فهو رئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم وعضو الاتحاد الإفريقي. ولا يعرف الجمهور من هم أعضاء مكتب الوداد المسير، بقدر ما يعرف الناصري المتحكم الوحيد في كل زمام الأمور، هو الرئيس والمتحدث الرسمي ومن يوقع عقود اللاعبين والمدربين، ومن يسكت الجماهير إذا ما رفعت في وجهه شعار «ارحل» بإبرامه لعقود بالملايير مع لاعبين حتى لو لم يحتج إليهم مدرب الفريق، كما أن المغاربة اعتادوا أن يروه وعلى رأسه قبعتان، واحدة ل»الأصالة والمعاصرة» والثانية للوداد.
تأسس فريق حسنية أكادير في العام 1946 من طرف واحد من أشهر رجالات سوس وهو رجل الأعمال الشهير أحمد أولحاج أخنوش، والد الملياردير عزيز أخنوش، وبالتالي فمن الطبيعي اليوم أن يكون هذا الفريق محسوبا على حزب ابن مؤسسه الذي يعتبر أكبر داعميه، فشركات عزيز أخنوش تضخ اليوم بشكل سنوي ما يفوق مليار سنتيم في خزينة النادي من خلال عقود إشهارية من الشركات التابعة لهولدينغ «أكوا» وعلى رأسها شركة «أفريقيا» للمحروقات، كما أن أخنوش نفسه هو من يتدخل لجلب التمويلات للفريق من خلال أعيان المدينة وغالبيتهم بالمناسبة ينتمون إلى حزب «الأحرار». إضافة إلى ذلك، فقد تعاقب على رئاسة الفريق السوسي في السنوات الأخيرة عدد من الأسماء المنتمية لحزب «الأحرار» والذين يبقى أبرزهم لحسن بيجديكن، الذي فاز مع الفريق بلقبين للبطولة الوطنية، كما يضم المكتب المسير الحالي للفريق الأكاديري مجموعة من الأسماء المنتمية ل «الأحرار»، التي لا تخفي ولاءها لأخنوش عاشق الفريق ومموله الأول.
مما لا شك فيه أن فريق نهضة بركان اليوم يعدّ من بين أقوى ثلاث أندية رياضية في المغرب إلى جانب قطبي مدينة الدار البيضاء، بعدما كان قبل 10 سنوات فقط فريقا مغمورا يلعب على أرضية «الحمري» مع أندية الهواة، إلى أن أمسك بزمامه رئيس الجامعة الملكية المغربية الحالي فوزي لقجع وترأسه لسنوات، ليحصل في وقت وجيز على لقب لكأس العرش وآخر للاتحاد الإفريقي، ويزاحم الكبار على لقب البطولة الوطنية. وبالتمعن في المكتب المسير اليوم للفريق البركاني، نجد أن غالبيته ينتمون إلى المكتب المحلي لحزب «الأحرار» بالمدينة، كما أن رئيسه الشرفي فوزي لقجع، كان مرشحا بقوة ليصبح وزيرا للمالية في حكومة سعد الدين العثماني بألوان «الأحرار» قبل أن يرفض العرض، ليتفرغ لتسيير شؤون الكرة سواء في مدينته بركان أو على المستوى الوطني أو الإفريقي باعتباره نائبا ثانيا لرئيس ال»كاف». دون أن ننسى أن الفريق البركاني يحمل على قميصه شعار شركة «أفريقيا» للمحروقات لمالكها رئيس حزب «الأحرار» عزيز أخنوش.
لأزيد من عقد من الزمن ظل رجل الأعمار الشهير بمدينة طنجة عبد الحميد أبرشان يسير فريق اتحاد طنجة لكرة القدم، فهو من لملم جراح الفريق وأعاده للقسم الوطني الأول. حميد أبرشان هو بدوره من رؤساء أندية القسم الأول ممن يحملون قبعة حزبية، فلسنوات كان رئيسا للمجلس الإقليمي لعمالة طنجةأصيلة بألوان حزب «الاتحاد الدستوري» وفي العام 2011 قفز عن ظهر الحصان ليلتحق بحزب «الحركة الشعبية» التي يترشح باسمها في الانتخابات المحلية والتشريعية بجهة طنجةتطوانالحسيمة.
يعتبر يوسفية برشيد كذلك من الأندية المحسوبة على الأحزاب السياسية، فرئيسه منذ سنوات ليس سوى نور الدين البيضي، برلماني حزب «الأصالة والمعاصرة» عن دائرة برشيد الانتخابية، وأحد أشهر الفاعلين السياسيين بالمدينة. نور الدين بيضي هو كذلك رئيس المجلس الإقليمي لمدينة برشيد باسم حزب «الجرار» ولو أن علاقته بالحزب عرفت بعض المد والجزر بعدما قام إلياس العماري في وقت سابق بتجميد عضويته، بعد تهديده لنائبة وكيل الملك هند نصر الدين قبل ثلاث سنوات من الآن، قبل أن تعود المياه لمجاريها.
يحمل رئيس فريق نهضة الزمامرة عبد السلام بلقشور بدوره قبعة سياسية، وهو من بين برلمانيي حزب «الأصالة والمعاصرة»، وهو بالمناسبة كذلك رئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس المستشارين والرئيس المقرر للجنة رقم 13. فعبد السلام بلقشور، الذي صعد بفريق نهضة الزمامرة إلى القسم الوطني الأول لكرة القدم هو كذلك واحد من أشهر السياسيين بهذه المدينة الصغيرة المتاخمة لمدينة الجديدة، وأحد كبار رجال أعمالها، بعدما ورث تركة بالملايير عن والده الراحل.
شباب المحمدية.. ملياردير يحمل صورة «الأحرار»
يعتبر نادي شباب المحمدية اليوم واحدا من الفرق المكونة للأضلاع الستة عشر للقسم الوطني الأول، بعدما كان إلى عهد قريب ضمن أندية القسم الثاني. فبمجرد أن ترأسه الملياردير هشام أيت منا، حقق هذا الفريق ما يشبه المعجزة بصعوده في وقت قياسي إلى القسم الأول وتمكنه من التوقيع للاعبين كبار ورفع ميزانيته بشكل رهيب، حتى أضحت تحسب اليوم بالملايير. كل هذا يقف من ورائه هشام أيت منا، الذي ورث مجموعة من الشركات عن والده خاصة في مجال العقار، علما أنه منسق حزب «الأحرار» في إقليم المحمدية، وأحد كبار رجال الأعمال المقربين من عزيز أخنوش، وهو الذي اعتاد أن يمول مجموعة من الأنشطة الحزبية ل»الحمامة» بالمحمدية والدار البيضاء.
رئيس الفريق الوجدي هو محمد هوار، واحد من رجال الأعمال بالمدينة الشرقية، وهو كذلك عضو نشيط في حزب «التجمع الوطني للأحرار» بالجهة هناك، ومنسقه الإقليميبوجدة، وواحد من السياسيين المقربين من المنسق الجهوي للحزب محمد أوجار، واحد من أبرز قياديي حزب «الحمامة» على مدى السنوات الماضية.