حزب التجمع الوطني للأحرار بالضبط، لا يلعب في استحقاقات 2021 كباقي اللاعبين. إنه مكلف بمهمة في غاية الخطورة والحساسية، وهي إسقاط الإسلاميين الذين اكتسحوا استحقاقيين انتخابيين تشريعيين. ويمكن القول أيضا إن عزيز أخنوش كزعيم لهذا الحزب هو الرجل الأكثر انشغالا وربما قلقا في المملكة، لأنه مكلف بهذه المهمة التي فشل فيها كل من سبقوه في عقد من الزمان وآخرهم إلياس العماري عندما كان يقود الأصالة والمعاصرة. الرجل هو الأسلوب. وإلياس كان له أسلوبه، وأخنوش يبدو مختلفا ولكن المشترك هو المهمة ووفرة الإمكانيات والسند الجهوي. من الرحامنة بدأت المعركة ضد هيمنة الإسلاميين، ثم من الريف، واليوم من سوس بأسلوب جديد يجمع بين رجال الأعمال والأعيان، وتحريك إمكانات مالية ضخمة وآلة تنظيمية نطل على بعض كواليسها في هذا التحقيق، في انتظار أن يخرج إسلاميو المملكة الشريفة بآلتهم التي لم يكشفوا لحد الآن عن مكنوناتها. قراءة ممتعة. يوم الخميس 3 يونيو الماضي لم تكن الحركة عادية بمقر حزب «التجمع الوطني للأحرار» بحي الرياضبالرباط، حيث حج غالبية أعضاء مكتبه السياسي لحضور اجتماع للحزب، لن يكون كباقي الاجتماعات السابقة، يومها ظهر عزيز أخنوش منشرحا، وهو يستعد لإخبار أعضاء حزبه أنه في اليوم الموالي سيتوجه إلى مدينة أكادير لإطلاق الجولة الوطنية للأحرار، كأول محطة لمبادرة تواصلية جديدة تهدف إلى التعريف ببرنامج معزز بالأرقام، سيكون هو البرنامج الانتخابي للحزب، الذي سيقارع به منافسيه. يوم الجمعة 4 يونيو سيركب أخنوش طائرته الخاصة رفقة دائرته المقربة، وهي الطائرة التي توجد في ملكية شركة «ميدي بزن سجيت» الموجود مقرها بالدارالبيضاء، والتي يعد أحد المساهمين فيها، ليحط بمطار أكادير المسيرة، وفي لقاء ألقاه على الطريقة الأمريكية، سيعلن قبل 100 يوم من موعد الانتخابات عن برنامج حزبه، الذي أثير حوله الكثير من الكلام. يومها توجهت له الأعين بشكل أكبر، كما توجهت إليه الانتقادات من خصومه السياسيين ممن يشتكون من زواج المال والسياسة، وطرحت العديد من الأسئلة على السطح: من أين يأتي حزب الأحرار بكل هذه الأموال لتمويل نشاطاته؟ وكيف بسط سيطرته على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام والرياضة والعمل الخيري؟ ومن هم رجالات أخنوش المقربون داخل الحزب؟ ومن هم الغاضبون من سياسته؟ كل الأنظار تتجه اليوم صوب حزب «التجمع الوطني للأحرار»، ويبدو من الوهلة الأولى أنه كبير المرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة. حساباتهم داخل الحزب تقول إنهم سيحصلون على 100 مقعد في التشريعيات المقبلة، وأن حزبهم يُرَاهَن عليه من طرف بعض الجهات لتصدر الانتخابات ووقف زحف «العدالة والتنمية» الذي يرشحه بدوره الكثيرون للاستمرار على رأس الحكومة لولاية ثالثة، خاصة إذا عرفت المرحلة التي تسبق موعد الانتخابات، عودة زعيمه عبد الإله بن كيران، فمن يعرفون الرجل، باعتباره ماكينة تواصلية وانتخابية، متيقنون أنه الأشرس والأصعب في المواجهة على رفاق أخنوش. الملاحظ حاليا أنه مع تواري عبد الإله بن كيران إلى الخلف، أصبح «الأحرار» في السنوات الخمس الماضية هو الحزب الأكثر حركية، فمقره الجديد والفاخر بحي الرياضبالرباط، تبدو فيه الحركة غير عادية ليلا ونهارا، وطيلة أيام الأسبوع، يبدو مثل خلية نحل، رغم أن هذه الحركية بدأت بشكل متواتر منذ تدشين هذا المقر الجديد، الذي يديره، منذ أربع سنوات، البرلمان مصطفى بايتاس، الذي عينه أخنوش مديرا عاما للمقر المركزي بالرباط، وهو بالمناسبة مقر فاخر أشبه في تصميمه وهندسته المعمارية، بمول تجاري أو شركة كبرى، وبعيد عن تصاميم باقي مقرات الأحزاب الأخرى، فمكاتبه الأنيقة لا تحتضن سوى أجهزة كمبيوتر حديثه وديكورات وكراسي وأثاث من النوع الفاخر، وتتجول فيه موظفات أنيقات ترتدين ألوانا زاهية لا يظهر عليهن طابع النضال، بل الطابع الإداري التكنوقراطي. المقر المركزي الجديد للحزب بالرباط صرفت عليه مبالغ طائلة، منحها بشكل كبير رئيسه عزيز أخنوش من ماله الخاص، وتقول بعض الأرقام أن تكلفة بنائه تجاوزت ال 4 ملايير سنتيم. كما قام الحزب، مؤخرا، بشراء وتجهيز مقرات بمختلف المدن المغربية، على غرار المقر الجديد للحزب بالدارالبيضاء، ومقرات أخرى باذخة نجدها في مختلف المدن الكبرى على غرار أكادير وفاس وطنجة ومكناس، كما نجد مقرات صغرى بجميع الدوائر الانتخابية تقريبا، ليكون حزب «الحمامة» بذلك متواجدا في كل مكان. بعض المقرات مولها الرئيس عزيز أخنوش من ماله الخاص، وأخرى يمولها أعيان ووجوه بارزة للحزب، وغالبيتهم أثرياء قادمون من عالم المال والأعمال. مصطفى بايتاس، هو الآمر الناهي داخل هذا المقر الذي تخرج منه جميع القرارت، وبايتاس هذا رجل تعليم كان واحدا من أبرز الوجوه التي ظلت تخوض نضالات من أجل رفع التهميش عن مدينة سيدي إيفني التي ينحدر منها، خاصة بعد الأحداث التي عرفتها المدينة ما بين سنتي 2007 و2008، وبعدها قررت وزارة الداخلية إحداث عمالة جديدة بسيدي إيفني في محاولة لإطفاء الغضب، علما أن هذا الإقليم الحديث كان تابعا لعمالة تيزنيت التي تضم كذلك منطقة تافراوت القروية، التي ينحدر منها رئيس حزب «الأحرار» عزيز أخنوش. صعود بايتاس إلى الواجهة جاء بعدما تسلق المراحل بشكل متسارع. ففي انتخابات 2016 التشريعية سيقرر الحزب أن يتصدر بايتاس قائمة لائحة الشباب، الشيء الذي ساعده على الحصول بسهولة على مقعد برلماني رفقة اثنين آخرين من رفاقه في لائحة الشباب. إتقانه لفن الخطابة والكلام ساعده في أن يدخل الدائرة الضيقة للرئيس عزيز أخنوش، الذي قام بتوظيفه مستشارا في ديوانه بوزارة الفلاحة والصيد البحري، ثم مديرا للمقر المركزي، وهو من دون منازع «الفتى المدلل» لأخنوش و»لسانه» ويعد واحدا من الوجوه البارزة التي سيتم الدفع بها في المرحلة المقبلة، ليتولى منصبا وزاريا، باعتباره من أبرز الوجوه الشابة التي تركت بصمتها داخل الحزب. بايتاس يعتبر كذلك دينامو داخل فريق التجمع الدستوري بمجلس النواب، وهو الفريق الذي يضم برلمانيي حزبي «الأحرار» (37 مقعدا)، والاتحاد الدستوري (19 مقعدا)، وهو الفريق الذي يرأسه البرلماني توفيق كميل المنحدر من مدينة الدارالبيضاء، وهو واحد من أثرياء الحزب القادمين من عالم البناء والعقار، فهو في نفس الوقت رئيس للفدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين، وعضو الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وأحد النافذين في حزب «الحمامة»، وله رغبة جامحة في أن يصبح وزيرا لإعداد التراب الوطني والسكنى والتعمير في الحكومة المقبلة، وهي الحقيبة التي لم يتولها «الأحرار» البتة في العهد الجديد، حيث ظلت في العقدين الأخيرين حكرا على أحزاب «الاستقلال» و»التقدم والاشتراكية» و»الحركة الشعبية». الإعلام .. كيف يحرك الحزب ماكينة التواصل في شهر أكتوبر 2016، وبمجرد أن تمت تسمية عزيز أخنوش رئيسا لحزب «التجمع الوطني للأحرار»، جلس رفقة دائرته الضيقة ليعرف الأسباب التي جعلت الحزب يتقهقر في عهد رئيسه السابق صلاح الدين مزوار، ويكتفى بحصد 37 مقعدا برلمانيا فقط، بعدما حصل في انتخابات 2011 على 60 مقعدا. يومها نصحه المقربون منه بأن يهتم بشكل أكبر بالإعلام، فالحزب في عهد صلاح الدين مزوار لم يكن يتوفر على أي أذرع إعلامية، أو أية جريدة ناطقة باسمه. مصادر ل»الأيام» من داخل الحزب أكدت أنه في تلك الفترة تم التفكير في مجموعة من الصيغ، بداية بإعادة جريدة «الشروق» للصدور، وهي الجريدة التي كان يديرها في وقت سابق عضو المكتب السياسي للحزب محمد أوجار، وتوقفت عن الصدور قبل أزيد من عقد ونصف من الزمن، بعدما أوقف عزيز أخنوش تمويلها حين كان يرأس جهة سوس ماسة، قبل أن يصبح وزيرا للفلاحة، حيث قرر حينها أن يكتفي بتمويل جرائده الناطقة باللغة الفرنسية التي تضمها مجموعة «caractère» والتي كانت على الدوام معروفة بقربها من حزب «الأحرار» ولازالت. الخلاصة التي تم التوصل إليها، واقتنع بها أخنوش بعد مشاوراته مع دائرته الضيقة، ألا يتم الاستثمار في أي جريدة ورقية تكون محسوبة على الحزب وعالة عليه من الناحية المادية، بل أن يتم التعامل مع مجموعة من المواقع الإلكترونية والصحافة الورقية، وجعلها ناطقة بشكل غير مباشر بلسان الحزب وتغطي أنشطته المتنوعة. كما تم الاستثمار على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال شراء وخلق مجموعة من الصفحات، وإنشاء صفحات باسم رئيس الحزب ومختلف أعضائه، والاهتمام بشكل أكبر بصفحة الحزب على «فيسبوك»، وهي أكبر صفحة لحزب سياسي مغربي يزورها 1.4 مليون متابع، متبوعة بصفحة حزب «العدالة والتنمية» ب 1.2 مليون، كما تم التركيز على خلق محتوى متطور يعتمد بالدرجة الأولى على تقنية الفيديو وصناعة محتوى يتخذ أبعادا حديثة في تقنيات التسويق. للحزب كذلك صفحات أخرى غير رسمية تروج لأنشطته وبرامجه، والملاحظ اعتمادها بشكل كبير على تمويل المنشورات لكي تصل إلى أكبر عدد من الأشخاص الافتراضيين، وخلف ذلك عشرات الشباب الذين يشتغلون في مقر وضعته شركة أكوا» رهن إشارتهم بمدينة الدارالبيضاء، يتولون صناعة محتوى مجموعة من الصفحات وتمويلها على نطاق واسع، حيث يبلغ حجم تمويل الصفحات عشرات الآلاف من الدولارات شهريا. ففي الأشهر الثلاثة الماضية فقط، أنفق حزب «الأحرار» على صفحته الرسمية ما يصل إلى 500 ألف درهم لترويج محتواها، أي أزيد من 16 مليون سنتيم من التمويلات في الشهر الواحد، وإليكم أن تتخيلوا حجم الإنفاق على مختلف الصفحات الأخرى التي يملكها الحزب على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي تأتي بعده باقي الأحزاب بفارق كبير جدا، فحزب «الاستقلال» يأتي ثانيا في إعلانات الفيسبوك ب 38 ألف درهم في ظرف ثلاثة أشهر، ثم حزب «الأصالة والمعاصرة» ثالثا ب 1600 درهم في 3 أشهر، وفي المرتبة الرابعة حزب «العدالة والتنمية» بأقل من 1000 درهم في الأشهر الثلاثة الأخيرة. الجانب التواصلي يركز عليه الحزب كذلك بشكل كبير، فهو يشتغل مع عدد كبير من وكالات التواصل لتحسين صورته، والتي تقدم له وصفات استشارية، منها شركة متواجدة في مدينة الدارالبيضاء، وهي أكبر شركة للتواصل في المغرب، ويملك فيها عزيز أخنوش بعض الأسهم، وشركات أخرى في الرباطوأكادير. كما استعان الحزب بمجموعة من الصحفيين والتقنيين والمصورين، في فريق ضخم يشتغل في أحد المقرات الفخمة التابعة لشركة «أكوا» بالدارالبيضاء، يقوده صحفي مغربي سابق اشتغل لفترة في جريدة «لوموند» الفرنسية، وراكم بعض التجارب في مجموعة من الجرائد الفرنكفونية بالمغرب. الرياضة .. طريق «الأحرار» السريع لاستمالة الجماهير في كل الأحوال، فحزب «التجمع الوطني للأحرار» في إطار سياسته الجديدة، لم ينتبه فقط للإعلام، بل ركز كذلك على الرياضة، من خلال استقدامه لمجموعة من الوجوه المعروفة في الحقل الرياضي، تبقى أبرزهم العداءة السابقة نوال المتوكل، التي ارتبط اسمها بالحزب منذ عقدين من الزمن وسبق أن تم منحها حقيبة وزارة الشباب والرياضة، وتمكنت بألوان الحزب من الحصول على مقعد برلماني في لائحة النساء، وعلى مستوى مدينة سطات نجد من ضمن أعضاء فرعه الإقليمي لاعب المنتخب الوطني السابق خالد رغيب، صاحب الهدف التاريخي في شباك غانا الذي أهل المنتخب المغربي لمونديال فرنسا 1998. الحزب في عهد عزيز أخنوش ركز بشكل أكبر على استغلال الرياضة كعامل للاستقطاب، ففي المكتب السياسي للحزب نجد مجموعة من رؤساء الفرق الرياضية ومجموعة من الوجوه التي ألفها الناس في الحقل الكروي على وجه الخصوص. وهكذا فحزب «الأحرار» بعد تولي عزيز أخنوش رئاسته، قام باستقطاب الملياردير محمد بودريقة، وهو اليوم عضو للمكتب السياسي للحزب، ومنسقه المحلي باتحادية درب السلطان، كما أننا نجد أسماء عدد كبير من منخرطي الرجاء مرشحين في الانتخابات سواء المحلية أو التشريعية باسم «الحمامة». حزب «الأحرار» نجده حاضرا كذلك بقوة داخل فريق حسنية أكادير، فشركات عزيز أخنوش تضخ اليوم بشكل سنوي ما يفوق مليار سنتيم في خزينة النادي من خلال عقود إشهارية مع الشركات التابعة لهولدينغ «أكوا» وعلى رأسها شركة «أفريقيا» للمحروقات، كما أن أخنوش نفسه هو من يتدخل لجلب التمويلات للفريق من خلال أعيان المدينة وغالبيتهم ينتمون إلى حزب «الأحرار». إضافة إلى ذلك، فقد تعاقب على رئاسة الفريق السوسي في السنوات الأخيرة عدد من الأسماء المنتمية لحزب «الأحرار» ويبقى أبرزهم لحسن بيجديكن، الذي فاز مع الفريق بلقبين للبطولة الوطنية، ويضم المكتب المسير الحالي للفريق الأكاديري مجموعة من الأسماء المنتمية ل»الأحرار»، التي لا تخفي ولاءها لأخنوش عاشق الفريق ومموله الأول. كما أنه الممول الأكبر لجميع فرق منطقة سوس، فإضافة إلى حسنية أكادير فهو يمول فريق أولمبيك الدشيرة الممارس في القسم الوطني الثاني والقريب من الصعود للقسم الممتاز، وفريق أمل تيزنيت المحتل للصف الأول في قسم الهواة وفريق نهضة تافراوت مسقط رأسه. ويحضر حزب «الأحرار» من خلال منخرطيه وإشهارات شركات رئيسه، بقوة كذلك في فريق نهضة بركان، فشركة «أفريقيا» من بين الشركات المحتضنة للفريق، كما أن الرئيس الشرفي لبركان، فوزي لقجع، لا يخفي قربه من حزب «الأحرار» بعدما كان في السابق محسوبا على حزب «الأصالة والمعاصرة» في عهد أمينه العام السابق إلياس العماري. وفريق شباب المحمدية بدوره مقرب من حزب «الأحرار» فرئيسه ليس سوى الملياردير هشام أيت منا، وهو بالمناسبة المنسق الإقليمي للحزب بمدينة المحمدية، الذي ورث مجموعة من الشركات عن والده أغلبها في مجال العقار، ويعتبر اليوم من كبار رجال الأعمال المقربين من أخنوش، واعتاد تمويل مجموعة من أنشطة حزب «الحمامة» بالمحمديةوالدارالبيضاء من ماله الخاص. ألوان حزب «الأحرار» يمكن أن نجدها كذلك داخل فريق مولودية وجدة، فرئيس هذا النادي هو محمد هوار، واحد من كبار رجال الأعمال بالمدينة، العضو النشيط بالحزب ومنسقه في إقليموجدة، وواحد من السياسيين المقربين من محمد أوجار، المنسق الجهوي للحزب بالجهة الشرقية. ونفس الأمر ينطبق على فريق الاتحاد الزموري للخميسات، فرئيسه حسن الفيلالي، العضو في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هو نفسه المنسق الإقليمي ل»الأحرار» بمدينة الخميسات. العمل الخيري المثير للجدل أذرع حزب «التجمع الوطني للأحرار» لا نجدها فقط في الرياضة، بل تمتد كذلك لتشمل العمل الخيري والإحساني، من خلال مؤسسة «جود» التي تم تأسيسها قبل أربع سنوات من الآن، وهي في الأصل فكرة لرئيس الحزب عزيز أخنوش، وقد هاجمتها في الأشهر القليلة الماضية، مختلف الأحزاب السياسية، بعد توزيعها لأزيد من مليون قفة غذاء، خلال رمضان الماضي. هذه المؤسسة التي حددت في قانونها الأساسي مهامها في «محاربة الهشاشة عن طريق تمكين المواطن ومساعدة الأشخاص في وضعية صعبة، وتعزيز النسيج الجمعوي وقدرات المجتمع المدني ودعم التماسك الاجتماعي بالمغرب»، تشتغل في مجالات دعم الطفولة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ومساندة الأسر التي تعاني الهشاشة، وتجهيز العالم القروي بالطرق والمسالك والأقسام ووسائل النقل والإطعام، وتنظيم الحملات الطبية وتجهيز المستوصفات والمراكز الصحية، وإحداث مراكز لدعم الرياضة والفن والثقافة. ومن المؤكد أنه يراد لها كذلك أن تساهم في تلميع صورة الحزب ورجالاته. مؤسسة جود التي يبدو من الظاهر أن ميزانيتها السنوية التي لا يعرفها أحد، تصرف الملايير، ولا ينكر عزيز أخنوش أنه رفقة مجموعة من رجال الأعمال في الحزب يساهمون في تمويلها، رغم أنه يحاول في تصريحاته أن يضع جدارا فاصلا بينها وبين الحزب، غير أن خصومه لا يتنازلون على اعتبارها محسوبة على «الأحرار».