Getty Images أكد الكثير من الناس على مواقع التواصل الاجتماعي أهمية احترام اختيارات النساء وعدم الحكم على أي شخص بناء على مظهره. أشعلت قصتا فتاتين في مصر تعرضتا للتمييز بسبب ارتداء واحدة منهن فستان والأخرى بوركيني مواقع التواصل الاجتماعي. تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وبلدان عربية أخرى قصتي حبيبة طارق ودينا هشام الأمر الذي أعاد الحديث والنقاش عن التمييز الذي تتعرض له المرأة العربية بسبب ملابسها. "ملابسي ليست ملفتة" نشرت حبيبة طارق منشوراً على فيسبوك تروي فيه ما حدث لها عند خروجها من لجنة الامتحان في كلية الآداب في جامعة طنطا، حيث استوقفتها اثنتان من المراقبات للسؤال عن الفستان التي ترتديه وما إذا نسيت أن ترتدي بنطالاً تحته. كما قالت حبيبة إن واحدة من المراقبات سألتها ما إن كنت مسيحية أو مسلمة. كتبت حبيبة على فيسبوك: "صار الناس يحدقون بي في الكلية بدون سبب. ملابسي ليست ملفتة. فستاني واسع وطويل". في مقابلة عبر الهاتف مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج الحكاية على أم بي سي مصر أكدت حبيبة تواصل عميد الجامعة معها بشأن ما حصل ووعدها بأخذ الإجراءات اللازمة. كما قال رئيس جامعة طنطا دكتور محمود زكي يوم السبت 26 يونيو / حزيران أنه جرت إحالة الواقعة للنيابة للتحقيق فيما حدث. "براحتي" على الجانب الآخر، دينا هشام فتاة تعرضت للتمييز أيضا ولكن قصتها هي عكس ما حصل مع حبيبة. نشرت دينا فيديو على حسابها على إنستغرام وهي تروي بحرقة منعها من النزول إلى حوض السباحة في نادي أحد المجمعات السكنية. تقول دينا إن صديقتها سألت ما إذا كان النادي يقبل دخول المحجبات فأتت الإجابة بالرفض وهو ما جعل دينا تشعر بالقهر من التمييز الذي تعرضت له. أظهرت دينا في الفيديو، الذي حقق أكثر من 3 ملايين مشاهدة، ملابس السباحة المختلفة التي تقتنيها من بيكيني وبوركيني. وقالت إن جميعها تعتبر ملابس سباحة خاصة أن البوركيني مصنوع من نفس القماش المستخدم في البيكيني ولكن الاختلاف أنه يغطي الجسم كاملاً. أضافت دينا أنها أمضت 10 سنوات في كندا ولم تشعر يوماً بالضغط بسبب حجابها وهو ما تشعر به الآن في مصر بعد قرارها الاستقرار في بلدها. "براحتي" هذا ما قالته دينا عن ارتدائها البوركيني. #ارتدي_فستانك_ولاتخافي أثارت القصتان غضب الكثيرين على مواقع التواصل. وحصلتا على دعم الكثير من الناس من بينهم مشاهير مثل الممثلة بسنت شوقي والممثل أحمد حاتم والإعلامية رضوى الشربيني. وانتشرت تغريدات تدعم حبيبة. فقد كتبت مثلاً إيمان على تويتر: "أنا أرتدي الفستان أنا معها، أنا أرتدي الفستان أنا مثلها". ودعما لحبيبة، نشرت بعض الحسابات صورتها مع صورة فتيات جامعات في الستينات وهن يرتدين فساتين مشابهة مع الهاشتاج #ارتدي_فستانك_ولاتخافي. كتبت دارين تغريدة ترد فيها على الذين انتقدوا حبيبة لارتدائها فستاناً في الجامعة. قالت: "لو أنها ارتدت ملابس غير لائقة ومؤذية للنظر، لما دخلت من البوابة". وسلط مستخدمو تويتر آخرون الضوء على "ازدواجية المعايير" مع ما حدث مع دينا وحبيبة. استنكر العديد من المصريين التمييز الذي تعرضت له الفتاتان. كما أكد آخرون على أهمية احترام اختيارات النساء وأن "المرأة حرة" ولا يجب الحكم على أي شخص بسبب ملابسه. قال أبو آسيا إن منع دينا من الدخول إلى المسبح هو "تنمر" ووصف الشعب بال "همجي". علقت الإعلامية لميس الحديدي على ذلك قائلة في برنامجها كلمة أخيرة: "البنت تلبس مايوه أو نقاب أو حجاب أو أي شيء آخر قضية شخصية ولا يمكن أن نسمح لهذا المجتمع أن يكون وصياً على لبسنا ولبس البنات". التمييز الذي تتعرض له المحجبات في مصر عند الدخول للأندية والمطاعم والمنتجعات ليست بالجديدة. حيث لبعض هذه الأماكن العامة لوائح داخلية قد تمنع دخول المحجبات إليها. ودائما ما يتجدد الحوار حول ما يجب فعله لمنع تكرار هذه المواقف. قالت دكتور مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة في حوارها مع عمرو أديب: "يا بنات هناك دستور يحميكن في هذا البلد". واستشهدت بالمادة 161 من القانون المصري التي تعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه ولا تتجاوز خمسين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بعمل أو بالامتناع عن عمل يكون من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد بسبب الجنس أو الدين أو غيرهما.