بدأت الأزمة السياسية بين المغرب وإسبانيا مع اكتشاف دخول ابراهيم غالي للاستشفاء في مستشفى سان بيدرو، ولم تنته بمغادرته إلى الجزائر بل تزيد الهوة اتساعا مع مرور الأيام، وبتعبير دبلوماسي إسباني مقرب من الملف فقد وصلت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مرحلة "البرود الحاد". وقال الدبلوماسي المقرب من ملف الأزمة، وفقا لصحيفة "بوث بوبولي"، إن البلدين، بعيدا عن التعبير عن علامات الانفراج، يتخذان خطوات تبعدهما عن التفاهم.
وذكرت الصحيفة أن هناك مخاوف داخل وزارة الخارجية الإسبانية من أن يتحول الوضع الحالي إلى وضع دائم ولن تكون هناك استعادة للثقة على المدى القصير أو المتوسط.
وتشير الصحيفة إلى أن الرباط تتبنى موقفا عدائيا على الرغم من تخفيضها حدة الانتقادات، فيما أعلنت مدريد أنها تدرس إمكانية فرض التأشيرة على المغاربة الراغبين في دخول سبتة ومليلية ودمج المدينتين في منطقة شنغن.
لكن مصادر دبلوماسية إسبانية أبدت للصحيفة تشكيكها في جدوى هذا الإجراء من قبل حكومة بيدرو سانشيز، واعتبرت أنه سيكون كافيا للمغرب لغلق الحدود مع إسبانيا، ما سيجعل الإجراء غير مفيد.
ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إن مدريد ترغب في إقناع الرباط بأنها ارتكبت خطأ برد فعلها على استقبال زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، وأن ذلك يمكن أن يضر بمصالح المغرب.
في المقابل، تقول الصحيفة، الرباط لم تقف مكتوفة الأيدي، وبدأت في عزل السفير الإسباني واستبعدته من اللقاء الأخير مع شكيب بنموسى رئيس لجنة النموذج التنموي المخصص للسفراء الأجانب.
وسيكبد استثناء الموانئ الإسبانية من عملية استقبال الجالية المغربية، شركات الملاحة خسائر تقدر بنحو 450 إلى 500 مليون يورو، وفق توقعات شركة إيبيريا الاسبانية.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن هذه التصريحات والإيماءات غير الودية من البلدين لن تحل الأزمة.
وقالت الصحيفة إن الذين يمكنهم المساعدة في حل الأزمى، على المستوى الإسباني، هم رؤساء سابقون للحكومة ودبلوماسيون إسبان يعرفون المغرب جيدا.
وتخلص الصحيفة إلى أنه طالما لا تزال حرب التصريحات قائمة فلن يتم تفعيل هذه الوساطات.