بقيت الجماعة القروية المحبس التي سيقام فيها جزء من مناورات الأسد الإفريقي، لوقت طويل خارج اهتمام المتابعين لمستجدات الصحراء المغربية قبل أن تعود هذه الأرض دائمة التوتر إلى الواجهة بعد إغلاق القوات المسلحة الملكية لمنافذ التسلل إلى معرب الكركرات الحدودية، فتحولت محاولات ومناوشات البوليساريو إلى المحبس الواقعة على بعد كيلومترات قليلة عن تندوف. وتنتمي المحبس إلى إقليم آسا الزاك وتقطن بها 153 أسرة حسب معطيات للمندوبية السامية للتخطيط تعود إلى سنة 2015 والعدد الإجمالي لساكنتها هو 4 آلاف و200 و208 مواطنين، وآسا الزاك من الأقاليم المشكلة لجهة كلميم واد نون إلى جانب أقاليم كلميم وطانطان وسيدي إفني.
وتقع جهة كلميم وادنون بالوسط الجنوبي للمملكة، على مساحة تقدر ب 58200 كلم مربع وبكثافة سكانية تصل الى 7.44 فرد لكل كلم2 ، تحد شمالا بجهة سوس ماسة درعة، وجنوبا بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، وغربا بالمحيط الأطلسي وشرقا بالحدود الجزائرية والموريتانية.
الأهمية الاستراتيجية لهذا الموقع الجغرافي تعود إلى تواجده عند الجدار الأمني الفاصل بين المنطقة العازلة وباقي الأراضي المغربي ولقربه بمسافة ثلاثة كيلومترات من تندوف الجزائرية التي تتخذها جبهة البوليساريو مركزا لها.
ويذكر أن قيادة الأسد الإفريقي كانت قد كشفت في فبراير الماضي عن التمرين الأساسي لمناورة هذه السنة، ويتعلق الأمر بمحاكاة مواجهة مسلحة مع قوة شبه عسكرية تدعمها دولة نظامية، ويفسّر التمرين بعزم القوات المسلحة الملكية على التحضير لأي سيناريو محتمل ينتهي بمواجهة مباشرة مع جبهة البوليساريو التي يرعاها النظام الجزائري.