بعد أن اختلطت خيوط قضية "الحريك الجماعي" انطلاقا من الفنيدق إلى سبتة، تتجه الأنظار نحو الأطفال الصغار ممن لا حول لهم ولا قوة ممن غامروا بحياتهم في اتجاه رحلة محفوفة بالمخاطر. ويطرح التساؤل عن أصغر حراك وصل إلى الثغر المحتل بعدما تناقل مجموعة من المبحرين على وسائل التواصل الاجتماعي، شريط فيديو لأصغر طفل لحظة وصوله سباحة إلى سبتةالمحتلة، قيل إنّ عمره لا يتجاوز أربع سنوات بعد أن ظهر رفقة عنصر من عناصر الشرطة الإسبانية يمسكه بيده ويحاول أن يسير به في اتجاه اليابسة.
وإن وثّقت عدسات الكاميرا لحظة وصول طفلة لا يتعدى عمرها بضعة أشهر إلى سبتة قبل أن يحضنها والدها ويلفّها بقطعة قماش بيضاء اللون بعد أن ارتفع صراخ المحيطين به ممن طالبوه بالمسارعة إلى تدفئتها، طفت على السطح صورة أخرى لغطاس ينقذ رضيعا في عرض البحر، لم يتجاوز عمره 15 يوما اعتمادا على عوامة تساعده في مهمته قبل أن يتم تعميم الصورة بشكل واسع على وسائل التواصل الإجتماعي.
أصغر حراك مع سبق إصرار وترصد عائلته وعمره 15 يوما، حرّك قلوب الكثيرين وأثار امتعاضهم، خاصة وأنه قطعة لحم دفع به والده نحو المجهول في رحلة غير محسوبة العواقب، ما جعل السلطات الإسبانية تأخذه من عائلته وتنتفض في وجهها بشكل تحذيري قبل أن تأمرها بالسباحة مرة أخرى في عرض البحر وتغلق تجاهها المنافذ كقرصة أذن لتنبيهها من خطورة فعلها وبعدها فتحت الباب أمامها لمعانقة طفلها.
الطفل الرضيع وإن لم يختر الهروب إلى سبتة فإن والده ووالدته هما من اختارا خوض هذه المغامرة، علما أنّ أمه الحديثة العهد بالولادة، ما زالت صحتها على المحك بعد أن وضعت مولودها عن طريق عملية قيصرية لم تشفى بعد من جراحها، ومع ذلك اختارت السباحة في عرض البحر ومعانقة الأمواج رفقة زوجها وابنها الرضيع والآلاف من المهاجرين في رحلة الهروب الجماعي، من بينهم أطفال ونساء ورجال وشبان وشابات فضلا عن قاصرين.