لم تخل سنة 2013 التي ودعناها من عدد من الحكايات التي عرفتها عملية « حريك» مغاربة بحثا عن الفردوس المفقود. كما لم تخل من محاولات أقدم عليها عدد من الشباب العاطل للوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط بحثا عن الأفضل. وبنفس الطرق، لا يزال مضيق جبل طارق طريقا سالكا للهجرة السرية عبر قوارب الموت. كما أن طريق تونس، المؤدية بعدها إلى إيطاليا وتحديدا إلى جزيرة لامبيدوزا، أصبحت بديلا للكثيرين بعد أن اشتد الخناق على مدن الشمال. لقد فقدت أسر أبناءها الذين قضوا غرقا وهم يغامرون في رحلة، لا تكون مضمونة العواقب. كما طارت الملايين، التي التهمها السماسرة دون أن يتحقق للكثير من الراغبين في الهجرة طموح معانقة الضفة الأخرى للمتوسط. في هذه الحكاية، التي نعيد تركيب خيوطها، نقدم نموذج شاب مغربي ظل يحلم بالوصول إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، ليجد نفسه في مواجهة المجهول. قد لا تصدقون، ولكنها الحقيقة. هي حكاية من صميم الواقع يحكيها أحد الشبان الذي ظل يحلم بمعانقة الفردوس المفقود. وقد لا تصدقون أن عشرات، بل مئات الشباب المغاربة الذين لفظتهم العطالة، يراهنون على أن يكونوا إحدى شخصياتها، على الرغم من أن النهاية لا تكون في الغالب إلا مأساوية. في روايات العبث مع «جون بول سارتر»، أو «أندري جيد»، هناك حديث مسهب عن القيم. لذلك لا يتردد أبطال هذه الروايات من أمثال «مورسو»، بطل رواية الغريب ل»ألبير كامو» في طرح السؤال. ما معنى الحب؟ وما معنى الصداقة؟ وما معنى الأبوة؟ بل ما معنى الحياة؟ قبل أن يقدم هؤلاء الجواب الأنسب. إنه الانتحار، الذي هو طرح لسؤال فلسفي عريض «هل تستحق هذه الحياة أن تعاش»؟ هكذا كان بطل هذه القصة يفكر وهو يحكي للمساء تفاصيل حكايته، التي نقلته لركوب موج الهجرة السرية عبر مدينة صفاقسالتونسية بواسطة مركب صيد انتهى إلى الغرق. وانتهى هذا « البطل» إلى السجن، ومنه إلى الصحراء الليبية، قبل أن يعود أدراج الرياح إلى المغرب بعد أن سرقت منه هذه الرحلة 40 ألف درهم. أصل الحكاية ظل هذا الشاب، الذي قبل أن يحكي لنا تفاصيل رحلته الخاصة والحالمة لجزيرة لامبيدوزا الإيطالية، يحاول أن يسترجع تفاصيل الحكاية. يقول إن فكرة الحريك ظلت تراوده منذ مدة طويلة. وبعد محاولات فاشلة للوصول إلى اسبانيا، كانت الوجهة هذه المرة هي إيطاليا عبر تونس، خصوصا وأن الكثير من الأصدقاء الذين جربوا وصفة الوصول إلى إيطاليا، أكدوا أن المهمة أقل صعوبة من تجربة جبل طارق وشواطئ مدن الشمال المغربي. رتبنا، يقول محدثي، موعدا للقاء مع أحد السماسرة الموجود بالمدينة التي أقطن بها. وهو وسيط يشتغل لصالح وسيط تونسي أكبر هو من سيتكفل بنا لمعانقة شاطئ الجزيرة الإيطالية. أما المقابل، والذي أصبح بمثابة تعريفة قارة، فهو 20 ألف درهم يكون من نصيب «الحراك» الذي سينقل البضاعة، والتوصيف لمحدثي بعد أن أدرك أنه تحول إلى مجرد بضاعة، نصف المبلغ، فيما يوزع النصف المتبقي على الموجود المغربي الموجود هنا، والوسيط التونسي المتواجد هناك. وتفرض شروط اللعبة أن يتوصل السمسار المحلي بنصيبه من العملية أولا، على أن يتم تحويل نصيب السمسار التونسي إلى عملة أجنبية غالبا ما تكون هي الأورو. بين رشفة كأس شاي وأخرى، ظل هذا الفتى الذي لا يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، يقلب على نفسه، وعلينا، المواجع. ومن نظراته القوية، كان يخفي شيئا وكأني به يقول إن هذا المغرب الكبير الذي لم يجد لأبنائه فرصة شغل، يكاد يقول لهم اذهبوا لتنتحروا هناك على شواطئ الغير، تماما كما يصنع أبطال روايات العبث. أيام في ضيافة تونس وصلنا تونس العاصمة، يقول محدثي. كنا ثلاثة أصدقاء. كانت الرحلة توحي بأنها مجرد رحلة سياحية، على الرغم من أن اللائحة كانت تضم وقتها العشرات ممن يحلمون بإيطاليا وبجزيرة الأحلام لامبيدوزا. غير أنه تفاديا لإثارة الانتباه، تقرر بتوجيه من الوسيط المغربي، أن تضم كل مجموعة ثلاثة أفراد إلى أربعة. من مطار قرطاج الدولي، سيقودنا أحدهم إلى أحد الفنادق التقليدية التي قضينا بها أربعة أيام، بأربعة دينارات لليوم الواحد، اعتقدنا أنها ستكون كافية للدخول في الجد، وهو ركوب البحر من أجل الفردوس المفقود. في بهو الفندق الذي أقمنا به، استقبلنا الوسيط التونسي، الذي كانت طريقة حديثه وهيئته تقول إننا في حضرة شخصية كبيرة ومحترمة. لقد فضل أن نتحدث عن تفاصيل الرحلة في مكان هادئ بعيدا عن صخب المدينة القديمة للعاصمة تونس. قال لنا إنه قضى في المغرب عدة سنوات. وإن له علاقات قوية مع شخصيات وازنة من المغرب ومن تونس. وأضاف، حتى دون أن نسأله، يقول محدثي، أنه كان يتاجر في المخدرات بمنطقة شمال المغرب..لكن حينما أصبحت المهمة صعبة، اخترت أن أسهل للراغبين في الوصول إلى أوروبا، هجرة مضمونة.. فاسمي، يقول هذا الوسيط، له قيمته ومركزه في سوق الحريك سواء لدى التونسيين، أو لدى المغاربة الذين يأتون بالمئات. اكتشفت من طريقة كلام هذا الوسيط، ذي البنية الضخمة، أن معانقة شواطئ إيطاليا مضمونة، ولم تعد غير مسألة وقت، خصوصا حينما كشف لنا عن تميمة «حجاب» كان يضعه على عنقه وقد أخفاه خلف قميصه المزركش بكل ألوان الطيف، قال إنه يقيه من كل مكروه، وإن الشرطة لا يمكنها أن تعثر عليه لأن هذا «الحجاب» يخلق المناعة عن كل مكروه، خصوصا وأن ثمنه يصل إلى خمسة ملايين سنتيم، وإن صاحبه فقيه مغربي ممتاز. استحضرت، يقول محدثي، حكاية هذا «الحجاب» الذي يقي من كل مكروه حينما كان مركب الصيد يغرق بنا في عرض الأبيض المتوسط. واستحضرته ونحن نقتاد إلى مخفر الشرطة بعد ذلك، ومنه حينما رمت بنا السلطات التونسية إلى الحدود الليبية، ومنها إلى صحرائها القاحلة حيث كدنا نموت جوعا وعطشا. انتهى اللقاء الأول. وتوصل الوسيط التونسي بالأجر المتفق عليه، وبالأورو، ثم ذهب إلى حال سبيله بعد أن نصحنا بأن نكون على أتم الاستعداد لركوب البحر في أي وقت تكون فيه الأجواء مناسبة. تحولت تلك الأيام الأربعة التي قضيناها في الفندق إلى أسبوع. وزادت مصاريف الإقامة والأكل. وكان لا بد أن نحتج على هذا التأخير الذي دفع بالوسيط إلى اقتراح أن ننتقل إلى منزل نقضي به الأيام المتبقية للرحلة، وهي أيام لا أحد كان يعرف عددها. في هذا البيت، سنكتشف، يحكي هذا الشاب، أن عدد الذين يقطنونه يتجاوز الأربعين شابا ممن يتهيؤون للرحلة الموعودة، وكلهم من المغرب. لقد كانوا من بني ملال وخريبكة ووادي زم وابن احمد. وفي هذه الدار، التي تسميها لغة الحراكة ب» الكونة»، كان الجميع يبيت ويعد وجبات أكله، دون أن يسمح لنا بالخروج خوفا من هجوم رجال الشرطة الذين يتعقبون خطوات الحراكة في كل مكان. ومن كثرة خوفنا، يقول محدثي، من ضياع هذه الفرصة التي يرى الجميع أنها ذهبية، كثيرا ما نمنا ونحن نرتدي ملابسنا وأحذيتنا استعدادا للهروب. قضينا هناك في « الكونة» أحد عشر يوما، قبل أن نقرر أنا ومجموعة من الأصدقاء أن نعود ثانية إلى الفندق. ومن هناك جاء قرار الوسيط التونسي بالانتقال هذه المرة إلى مزرعة توجد بضواحي العاصمة التونسية. لتكون المفاجأة هي أن هذه المزرعة، التي سنعرف بعد ذلك أنها في ملكية الوسيط التونسي، تضم 170 مرشحا للهجرة السرية كان من بينهم مغاربة وتونسيون. وتكون المفاجأة الكبرى، هي أننا قضينا في هذه المزرعة قرابة شهرين ننام ونتناول وجبات أكلنا، دون أن نغادر المكان. كان الأمر شبيها بسجن. وكان علينا أن نتحمل كل ذلك من أجل عيون إيطاليا، خصوصا وأن الوصول إلى مرحلة المزرعة، هو الباب المؤدي إلى بداية الرحلة. الانتقال من تونس إلى صفاقس جاءنا الوسيط ذات صباح ليخبرنا بالفرج، ويأمرنا بالانتقال إلى مدينة صفاقس عبر القطار في رحلة دامت أربع ساعات، كانت بالنسبة لنا أياما طويلة. هناك وجدنا من دلنا على مكان التجمع قبل النهائي. إنه مرأب كبير لصنع الآجور والذي قضينا به الليل كله. هناك وجدنا أن بعض المغاربة انتظر هذه الفرصة لأكثر من سنتين وثلاث، وأن بعضهم اضطر للعمل في الحقول التونسية لتوفير ثمن الرحلة، نحو المجهول. في الليلة الموالية، تقرر أن يتم توزيع المجموعة إلى قسمين. وقيل لنا « سيروا في اتجاه الشاطئ، وبعد الإشارة، التي ستأتيكم من صاحب مركب الصيد المرابط على بعد عشرة أمتار، قطعناها وسط الماء الذي كان يقارب أعناقنا، اصعدوا المركب، واركبوا البحر آمنين». تنهد الشاب ثانية وهو يستحضر لحظة قوية كانت بالنسبة له أشبه بشعرة رقيقة تفصل بين الحياة والموت، بين الجنة والنار، بين الفقر والحاجة، وحياة الترف وشوارع الطاليان الفسيحة ونسائها الجميلات. لقد وصلت إلى المركب كل تلك الأعداد التي كانت بالمرأب. ووجد صاحبه نفسه يدخل في مغامرة قد لا تحمد عقباها. فلم تنفع ملاحظاته ولا تخوفاته من أن هذه الرحلة لن يكتب لها النجاح. فانتظارات شباب قضى بعضهم ثلاث سنوات ينتظر هذا الموعد لن تثنيه لتضييع هذه الفرصة. ولذلك انطلق المركب بمن فيه، بعد أن تكوم كل واحد في مكانه، وبعد أن تخلص الجميع من ألبسته الثقيلة ولوازمه. فشروط الرحلة هي أن يصل الواحد منا إلى جزيرة لامبيدوزا وحيدا، إلا من نفسه. في عرض الأبيض المتوسط نحن الآن في عرض البحر. لم يكن يسمع غير تلاطم الأمواج بعد أن ساد صمت رهيب. وتحولت أصوات المائة والسبعين، التي كانت تملأ المرأب قبل الرحلة صخبا، إلى هدوء كان يوحي بمجيء العاصفة، والتي انطلقت بعد أن توقف محرك المركب بعد أن قطعنا قرابة الساعتين، كنا نتطلع خلالها إلى الوصول إلى جنة النعيم. توقف المحرك يعني أن المركب، الذي تسميه أدبيات الحراكة ب«المشقوف» سيغرق عن آخره. ولذلك سرعان ما تحول ذلك الصمت الرهيب، إلى هرج. وكان لا بد أن ننخرط في عملية إفراغ المشقوف من الماء إذا كنا نريد أن ننجو من الغرق. امتدت العملية لساعات. وكلما حاول أحد أفراد المركب إصلاح العطب، كلما ازداد الماء وازداد احتمال غرقنا جماعة. خمس ساعات بالتمام والكمال هي المدة التي قضيناها بين الحياة والموت. بدأ بعضنا يصرخ. وبدأ البعض الآخر يؤنب نفسه على هذه المغامرة التي قد تنتهي بنا إلى الموت غرقا.. واستحضر الكثير منا عائلته وأصدقاءه، الذين ينتظرون أن نبعث لهم من طورينو أو روما بطائق البريد، وهي تحمل معها صورنا برفقة شقراوات الطاليان. كانت المفاجأة السارة هي أن مركب صيد سيكتشف أننا نغرق حيث أشعر رجال خفر السواحل التونسية، الذين قادونا إلى الشاطئ، ومنه إلى أقرب مخفر شرطة. تبادل بعضنا تهاني العودة والسلامة. وضرب البعض الآخر بقبضة يده على الملايين التي التهمها الوسيط التونسي، الذي لم نعثر له على أي أثر. ولم يكن أغلبنا يتوفر على جواز سفر بعد أن مزقه البعض، أو ابتل بماء البحر حينما كان مركب الصيد يغرق في عرضه. لذلك لم تجد الشرطة التونسية غير تحويلنا إلى منطقة بعيدة عن مدينة صفاقس، وعلى مقربة من الحدود الليبيبة، في الوقت الذي تم فيه إيداع التونسيين، الذين كانوا برفقتنا السجن. وقد علمنا بعد ذلك أن القضاء التونسي يقضي في مثل هذه الحالات بعقوبة حبسية شهرين وغرامة مالية بقيمة 100 دينار، لا ليتوبوا، ولكن ليعاودوا الكرة ثانية. ولا غرابة أنه كان بيننا في رحلة الموت تلك، يقول محدثي، أكثر من تونسي جرب حظه لأكثر من خمس مرات. ولذلك لم يكن يولي لرجال الشرطة أي اهتمام لأنه يعرف مصيره في الأخير. في صحراء ليبيا أقلتنا الحافلة من صفاقس إلى الحدود الليبية، وتحديدا إلى منطقة تسمى «بني كردان». وهناك تم إيداعنا سجنا، قيل لنا إنه مجرد إصلاحية، يطلق عليه اسم « الوردية». قضينا في هذا السجن أسبوعا كاملا. وكما حدث ونحن في العاصمة تونس، فقد كنا نعد واجبات الأكل وننام، ولا يسمح لنا بمغادرة المكان، الذي أصبح بمثابة محطة استراحة بالنسبة للمغاربة الراغبين في العودة إلى بلدهم، لكن عبر طريق الصحراء الليبية. وصلنا فصلا مثيرا، يقول محدثي. ولذلك كلما استحضرته، إلا وفركت عيني جيدا لأعرف هل يتعلق الأمر بحلم لا زلت أعيش كوابيسه، أم أنها الحقيقة المرة التي عشتها هناك. ظلت الحافلة تقلنا جماعات إلى الحدود الليبية. وكانت النصيحة التي تقدم لنا «إن رجال الحدود الليبيين شداد. وإذا ما وقعتم في شراكهم، فإن مصيركم سيكون هو السجن بدون محاكمة إلى أجل غير مسمى. لذلك فان أسلم طريق للخلاص، هو المرور عبر الصحراء الليبية، والوصول بعد ذلك إلى أية مدينة يمكن العيش فيها بأمان. فليبيا، كما قيل لنا، هي أرض كل العرب». وللقارئ أن يتصور كل المآسي. جوع وعطش وتعب، ثم أفاعي وحشرات. لقد كنا أقرب إلى الانفجار. وكان بعضنا يقارن بين الحلم الإيطالي وهذه الصحراء الليبية، التي كانت أخبارها تصلنا ونحن لا نزال في سجن الوردية. وهي أخبار قالت إن اغلب الذين مروا من هنا إما أنهم سقطوا صرعى، أو اقتادتهم الشرطة الليبية إلى السجون التي يقبعون فيها لسنوات. كان من حسن حظنا أننا تمكنا من الوصول إلى العاصمة طرابلس عبر شاحنة لنقل البضائع، في الوقت الذي لم نكن نعرف مصير أولئك الذين سبقونا إلى «أرض كل العرب». في طرابلس كان لا بد أن ندبر أمرنا للمبيت والأكل، ثم توفير ثمن تذكرة الطائرة للعودة إلى المغرب. وهنا كان للسماسرة أيضا حضورهم في العملية حيث تولوا توفير تذكرة السفر، مقابل ما ستصرفه الأسرة هناك في المغرب لشركاء هؤلاء السماسرة الموجدين في كل مكان. إذ بفضل مكالمة هاتفية يمكن أن يوجد الحل وتنتهي هذه الرحلة، دون أن تنتهي الديون التي خلفها حلم الوصول إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وهو دين فاق الأربعين ألف درهم، والكثير من الكوابيس التي ذقت فيها، يقول محدثي، طعم الموت. كان حلم هذا الفتى، الذي أقسم أنه لن يكرر التجربة مرة أخرى، وأنه لم يكن ليقتنع بكل التحذيرات التي ظلت الأسرة والأقارب تبسطها أمامه لو لم يدخل تجربة الموت هذه، هو الوصول إلى جزيرة لامبيدوزا حيث يلقى عليه القبض من طرف الشرطة الإيطالية، التي لا تعيد في الغالب المغاربة من حيث أتوا. هكذا قيل لنا، يشرح محدثي. إنها تقلهم إلى مؤسسة خيرية بمدينة شيشيليا، وهناك يمكن أن يقضي الواحد شهرا أو شهرين قبل أن يطلق سراحه ويطلب منه مغادرة المدينة في ظرف أربع وعشرين ساعة. ومن شيشيليا، يمكن الدخول في دوامة البحث عن شغل، وانتظار حملات الحصول على بطاقة الإقامة. كان هذا هو الحلم الذي راود هذا الفتى، قبل أن يجد نفسه في معترك الموج، ثم تائها في صحراء ليبيا. فهل تكون حكايته، التي تستحق أن تتحول إلى سيناريو لشريط غير خيالي، درسا للكثير من الحالمين أمثاله؟