قالت مغربية ناجية من الغرق لوكالة الأنباء الإيطالية إنها أبحرت برفقة 400 مهاجر سري من أحد الشواطئ الليبية على متن قارب طوله 20 مترا. و أفادت المغربية أنها عاينت الجحيم والجثث تلقى في عرض البحر، مؤكدة على هلاك 100 مهاجر أغلبهم من النساء في الرحلة التي دامت أسبوعا وسط عرض بحر الأبيض المتوسط. و قد نجا 300 من أصل 400 وهلاك 100 مهاجر أغلبهم من الليبيين الهاربين من جحيم الحرب الدائرة منذ سبعة أشهر، حيث كان الركاب مضطرين إلى إلقاء الجثث في البحر. وكانت السلطات الإيطالية تفاجأت الأسبوع الماضي بوصول مركب في الساعات الأخيرة من الليل إلى المجال البحري لجزيرة لامبيدوزا عابرا البحر الأبيض المتوسط من إحدى الشواطئ الليبية تحديدا. لم يكن طول المركب يتعدى 20 مترا وكان يحمل 300 شخص ضمنهم هاربون من جحيم الحرب الدائرة في ليبيا. وقد تلقت السلطات الإيطالية العلم بوجود المركب عن طريق ربان باخرة قبرصية والذي اتصل بالمسؤولين الإيطاليين بالساحل، وقام هو نفسه وبمساعدة بحارة في الباخرة ذاتها بإنزال قوارب نجاة لبعض الركاب الذين ألقوا بأنفسهم في الماء للاتجاه إلى الساحل وتفادي الوقوع في يد الحراس. بينما توجت مروحية تابعة لحرس الساحل نحو الركاب الباقين في المركب لتقديم الإسعافات الضرورية لهم والتوجه بهم نحو مركز الاستشفاء بالجزيرة لامبيدوزا وضمن هؤلاء الشاهدة المغربية. حيث كانوا في مرحلة حرجة جراء العطش الشديد، حيث قضى المركب حوالي أسبوع في عرض البحر. وقد باشرت قوات حرس الساحل الإيطالي عملية بحث في المجال المائي أملا في العثور على أشخاص على قيد الحياة، لكنهم وجدوا فقط بعض الملابس طافية على سطح الماء دون العثور على أشخاص أو جثث، حيث كان يتعذر لمح أشخاص بسبب الظلام. والجدير بالذكر أن جزيرة لامبيدوزا استفاقت قبل أيام وتحديدا في فاتح غشت على فاجعة وصول قارب آخر يضم هذه المرة، مهاجرين سريين من إفريقيا جنوب الصحراء.مما يجعل الضغوطات كبيرة على السلطات الإيطالية لاتخاذ إجراءات ترحيلهم أو قبولهم على أراضيها كما هناك ضغوط أروبية على إيطاليا لتشديد المراقبة على المراكب التي تنطلق من ليبيا وتونس.