تفاجأت السلطات الإيطالية نهاية الأسبوع الماضي بوصول مركب في الساعات الأخيرة من الليل الى المجال البحري لجزيرة لامبيدوزا عابرا البحر الأبيض المتوسط من إحدى الشواطئ الليبية تحديدا. لم يكن طول المركب يتعدى 20 مترا وكان يحمل 300 شخص ضمنهم هاربون من جحيم الحرب الدائرة في ليبيا ومرشحون للهجرة السرية وكالة الأنباء الإيطالية حصلت على إفادات »لحراكة« مغربية كانت ضمن الناجين وأكدت أن المركب انطلق ب 400 راكب لكنه وصل ب 300 حيث لقي 100 حتفهم معظمهم من العنصر النسوي وكان الركاب مضطرين إلى الإلقاء بالجثث في البحر وقد تلقت السلطات الإيطالية العلم بوجود المركب عن طريق ربان باخرة قبرصية والذي اتصل بالمسؤولين الإيطاليين بالساحل، وقام هو نفسه وبمساعدة بحارة في الباخرة ذاتها بإنزال قوارب نجاة لبعض الركاب الذين ألقوا بأنفسهم في الماء للاتجاه إلى الساحل وتفادي الوقوع في يد الحراس، بينما توجت مروحية تابعة لحرس الساحل نحو الركاب الباقين في المركب لتقديم الإسعافات الضرورية لهم والتوجه بهم نحو مركز الاستشفاء بالجزيرة لامبيدوزا وضمن هؤلاء الشاهدة المغربية حيث كانوا في مرحلة حرجة جراء شدة العطش، حيث قضى المركب حوالي أسبوع في عرض البحر. وقد باشرت قوات حرس الساحل الإيطالي عملية بحث في المجال المائي أملا في العثور على أشخاص على قيد الحياة، لكنهم وجدوا فقط بعض الملابس طافية على سطح الماء دون العثور على أشخاص أو جثث، حيث كان يتعذر لمح أشخاص بسبب الظلام. والجدير بالذكر أن جزيرة لامبيدوزا استفاقت قبل أيام وتحديدا في فاتح غشت على فاجعة وصول قارب آخر يضم هذه المرة مهاجرين سريين من إفريقيا جنوب الصحراء، وأفادت الصحف الإيطالية أن عددهم كان حوالي مائة وتوفي 25 منهم اختناقا جراء شدة الازدحام في المركب وحاليا هناك 6200 مهاجر سري في الجزيرة الإيطالية التي تصل مساحتها 20 كيلو مترا مربعا مما يجعل الضغوطات كبيرة على السلطات الإيطالية لاتخاذ إجراءات ترحيلهم أو قبولهم على أراضيها كما هناك ضغوط أروبية على إيطاليا لتشديد المراقبة على المراكب التي تنطلق من ليبيا وتونس.