مولاي إدريس المودن لقي قرابة مائة مهاجر غير شرعي، كانوا على متن قارب انطلق من السواحل الليبية في اتجاه جزيرة «لامبيدوزا» الإيطالية، حتفهم وألقيت جثثهم في البحر. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) عن سيدة مغربية كانت من بين الناجين، قولها إن المركب كان يقل ثلاثمائة مهاجر، وإن مائة منهم، أغلبهم من النساء، توفوا عطشا أو جوعا، خلال الرحلة التي استغرقت 36 ساعة. وأضافت السيدة المغربية، التي لم تكشف هويتها، أن الرجال اضطروا إلى إلقاء الجثث في البحر. وهي الشهادة التي تتقاطع مع شهادة ثلاثة ناجين آخرين قالوا للوكالة الإيطالية إن عشرات الجثث أُلقيت في البحر». ولا يعرف إلى الآن عدد المغاربة الذين كانوا ضمن المهاجرين الثلاثمائة، ولا عدد الذين توفوا وألقيت جثثهم في البحر. وقال مصدر من خفر السواحل الإيطالي إنهم عثروا على المركب، الذي يبلغ طوله عشرين مترا، على مسافة 167 كيلومترا جنوب جزيرة «لامبيدوزا»، التي باتت قبلة للمهاجرين غير الشرعيين من دول شمال إفريقيا، ودول جنوب الصحراء. ووفقا للرواية ذاتها، فقد اكتشفت سفينة قبرصية المركب القادم من ليبيا، وأبلغت خفر السواحل الإيطاليين الذين حاولوا إلقاء أغذية ومياه بواسطة مروحية إلى الناجين، الذين أوشكوا على الهلاك عطشا وجوعا. لكن محاولة بعض الركاب التعلق بسلّة تحتوي على الغذاء والمياه قربتها إليهم المروحيَّة، دفع خفر السواحل إلى إلغاء العملية قبل أن تتدخل قوارب لاصطحاب المركب إلى «لامبيدوزا». وتم نقل ثلاثة ركاب، بينهم امرأة حامل بواسطة مروحية مباشرة إلى مستشفى لامبيدوزا وهم يعانون حالة جفاف متقدم. وارتباطا بالموضوع، اتهم «برناردينو دي روبيس» رئيس بلدية «لامبيدوزا» سفينة تابعة لحلف شمال الأطلسي، بعدم تقديم المساعدة للمهاجرين رغم الاتصال بها من قبل السلطات الإيطالية. وقال العمدة «إن السفينة لم تتوقف لإغاثة زورق اللاجئين وعلى متنه 370 شخصا، بمن فيهم النساء والأطفال»، مشيرا إلى أن «عدم تدخل سفينة «ناتو» لإنقاذ أناس في ضيق يُعدّ أمرا فادحا». وشدد العمدة على القول «لقد تعبنا من مشاهدة معاناة آلاف الناس الذين ما يزالون يصلون إلى أراضينا»، بل «لم نعد قادرين على رؤية موت مئات اللاجئين»، مطالبا ب«التدخل الفوري من قبل أوروبا والأمم المتحدة والولايات المتحدة لوضع حد لإبحار قوارب الهجرة من ليبيا». وتتهم السلطات الإيطالية نظام العقيد الليبي معمر القذافي بتعمد إرسال مهاجرين غير شرعيين إلى سواحلها للضغط على الدول الأوربية قصد تغيير موقفها من نظامه، وانتقاما من الدول المشاركة في الحملة العسكرية التي يشنها حلف شمال الأطلسي (ناتو) على نظامه. وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن واحدا من كل عشرة مهاجرين يفرون من الصراع في ليبيا من المرجح أن يغرق أو يلقى حتفه بسبب الجوع أو الإنهاك وسط ظروف مروعة خلال عملية عبور البحر